عنوان الفتوى : الحكمة من قراءة الفاتحة سبع مرات في الرقية
السؤال
ما الحكمة من قراءة الفاتحة سبع مرات؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تقصد السؤال عن العلة في قراءة الفاتحة سبع مرات في الرقية، كما جاء في بعض روايات حديث أبي سعيد الخدري، في رقية الرجل الذي لدغته العقرب:
فالجواب: أن العدد سبعة جاء الأمر به في عدد من الأذكار، وفي التصبح بسبع تمرات من العجوة، وفي غير ذلك، ولا شك أن ذلك لحكمة من الله تعالى.
وقد تلمّس بعض العلماء تلك الحكمة، وممن بسط القول في ذلك ابن القيم -معلقًا على الحديث المتفق عليه: من تصبح سبع تمرات عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم، ولا سحر-، حيث قال:
وأما خاصية السبع، فإنها قد وقعت قدرًا، وشرعًا:
فخلق الله عز وجل السماوات سبعًا، والأرضين سبعًا، والأيام سبعًا، والإنسان كمل خلقه في سبعة أطوار.
وشرع الله سبحانه لعباده الطواف سبعًا، والسعي بين الصفا والمروة سبعًا، ورمي الجمار سبعًا سبعًا، وتكبيرات العيدين سبعًا في الأولى.
وقال صلى الله عليه وسلم: «مروهم بالصلاة لسبع»، «وإذا صار للغلام سبع سنين، خير بين أبويه» في رواية.
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه أن يصب عليه من سبع قرب.
وسخّر الله الريح على قوم عاد سبع ليال.
ودعا النبي صلى الله عليه وسلم أن يعينه الله على قومه بسبع كسبع يوسف.
ومثّل الله سبحانه ما يضاعف به صدقة المتصدق بحبة أنبتت سبع سنابل، في كل سنبلة مائة حبة.
والسنابل التي رآها صاحب يوسف سبعًا، والسنين التي زرعوها دأبًا سبعًا، وتضاعف الصدقة إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ويدخل الجنة من هذه الأمة بغير حساب سبعون ألفًا.
فلا ريب أن لهذا العدد خاصية ليست لغيره.
والسبعة جمعت معاني العدد كله، وخواصه؛ فإن العدد: شفع، ووتر. والشفع أول، وثان. والوتر كذلك، فهذه أربع مراتب: شفع أول، وثان. ووتر أول، وثان، ولا تجتمع هذه المراتب في أقل من سبعة، وهي عدد كامل جامع لمراتب العدد الأربعة، أعني الشفع، والوتر، والأوائل، والثواني:
ونعني بالوتر الأول: الثلاثة، وبالثاني: الخمسة، وبالشفع الأول: الاثنين، وبالثاني: الأربعة.
وللأطباء اعتناء عظيم بالسبعة، ولا سيما في البحارين، وقد قال بقراط: كل شيء من هذا العالم، فهو مقدر على سبعة أجزاء، والنجوم سبعة، والأيام سبعة، وأسنان الناس سبعة: أولها: طفل إلى سبع، ثم صبي إلى أربع عشرة، ثم مراهق، ثم شاب، ثم كهل، ثم شيخ، ثم هرم إلى منتهى العمر، والله تعالى أعلم بحكمته، وشرعه، وقدره في تخصيص هذا العدد، هل هو لهذا المعنى، أو لغيره؟ اهـ. من زاد المعاد.
والله أعلم.