أرشيف المقالات

(2) تاريخ يوم عاشوراء وحكم صيامه - شهر الله المحرم فضائل وأحكام

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
أما عن تاريخ يوم عاشوراء؛ فقد جاء في الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية، فلما قدم المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلما فُرِضَ رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه".
فالحديث دليل على أن أهل الجاهلية كانوا يعرفون يوم عاشوراء، وأنه يوم مشهورعندهم، وأنهم كانوا يصومونه، وكان النبي عليه السلام يصومه أيضًا، واستمر على صيامه قبل الهجرة، ولم يأمر الناس بصيامه، وهذا يدل على قدسية هذا اليوم وعظيم منزلته عند العرب في الجاهلية قبل بعثة النبي، ولهذا كانوا يسترون فيه الكعبة، كما في حديث عائشة أيضًا رضي الله عنها، قالت: «كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان، وكان يومًا تُسترُ فيه الكعبة» (أخرجه البخاري ).
قال الإمام القرطبي رحمه الله: "حديث عائشة رضي الله عنها يدل على أن صوم هذا اليوم كان عندهم معلوم المشروعية والقدر، ولعلهم كانوا يستندون في صومه إلى أنه من شريعة إبراهيم وإسماعيل صلوات الله عليمهما فإنهم كانوا ينتسبون إليهما، ويستندون في كثير من أحكام الحج وغيره إليهما".
أما عن حكم صوم يوم عاشوراء فقد كان واجبًا في أول الأمر بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، على الصحيح من قولي أهل العلم ، لثبوت الأمر بصومه، كما في حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: «أمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا من أسلم أن أذن في الناس: أن من كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يوم عاشوراء» (متفق عليه).
ولما فُرض رمضان في السنة الثانية من الهجرة نُسخ وجوبُ صومه، وبقي على الاستحباب، ولم يقع الأمر بصوم عاشوراء إلا في سنة واحدة، وهي السنة الثانية من الهجرة حيث فرض عاشوراء في أولها، ثم فرض رمضان بعد منتصفها، ثم عزم النبي في آخر عمره في السنة العاشرة على ألا يصومه مفردًا بل يصوم قبله اليوم التاسع، كما سيأتي إن شاء الله وهي صورة من صور مخالفة أهل الكتاب في صفة صيامهم.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣