الى الشبان المتفرّجين
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا أيّها الشّرق انظر إلى | القوم الذين شددت أزرك فيهم |
ما زلت تكلأهم بطرف ساهر | يحيي الظلام و هم هجود نوّم |
و الغرب يرنو خافا | أجدادهم و يودّ لو لم ينعموا |
حتى إذا طرّت شواربهم و بات | من الشباب لهم طراز معلم |
خرجوا عليك و أنت لا تدري و هم | لا يشعرون و لو دروا لتندّموا |
يا طالما مثلوا لديك كأنّهم | أذد الشّرى فنسيت أنّك تحلم |
ورجوت ما يرجوه كلّ أب لدى | أبنائه / أنّ العقوق مذمّم |
و لطالما شدت القصور من المنى | خاب الرّجاء و ساء ما تتوهّم |
ألهتهم الدّنيا فهذا بالطّلى | صبّ و هذا بالحسان متيّم |
و الخمر فاتكة بناعم | ترف يكاد من النّسائم يسقم |
قد أصبحوا وقفا على شهواتهم | يستسلمون لها و لا تستسلم |
لم يفهموا معنى الحياة و كنهها | إنّ البليّة أنّهم لم يفهموا |
فليقلعوا عن غيّهم إنّي أرى | خور الشيوخ بهم و لمّا يهرموا |
قد قلّدوا الغربيّ في آفاقه | تقليده الشّرقيّ فيما يعصم |
فتنتهم لغة الأعاجم إنّما | لغة الأعاجم منهم تتبرّم |
أمسى الذي تهدى إليه لآليء | و كأنّما هو بالحجارة يرجم |
لا تعذل الشعراء إن بخلوا به | إنّ القريض على الغبيّ محرّم |
بتنا و بات الشّرق يمشي القهقرى | مع ذاك نحسب أنّنا نتقدّم |