إذا طابت المكسبة زكت النفقة - أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
"لما مرض عبد اللّه بن عامر بن كُريز [1] مرضه الذي مات فيه، أرسل إلى ناس من أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وفيهم عبد اللّه بن عمر رضي الله عنهم، فقال: "إنه قد نزل بي ما ترون؟" فقالوا: "كنت تعطي السائل، وتصل الرحم، وحفرت الآبار في الفلوات لابن السبيل، وبنيت الحوض بعرفات، فما نشك في نجاتك"، وعبد اللّه بن عمر ساكت، فلما أبطأ عليه، قال له: "يا أبا عبد الرحمن ألا تتكلّم؟" فقال عبد الله: "إذا طابت المكسبة زكت النفقة" وسترِدُ فتعلم.[1] ترجمته: هو أبو عبد الرحمن، أمير فاتح، ولد بمكة، وولي البصرة في أيام عثمان (سنة 29 هـ) فوجه جيشاً إلى سجستان فافتتحها صلحاً، وشهد موقعة الجمل مع عائشة ، ولم يحضر وقعة صفين، وولاه معاوية البصرة ثلاث سنين بعد اجتماع الناس على خلافته، ثم صرفه عنها فأقام بالمدينة، ومات بمكة، ودفن بعرفات، كان شجاعاً سخياً وصولاً لقومه، رحيماً، محبا للعمران، اشترى كثيرًا من دور البصرة وهدمها فجعلها شارعاً، وهو أول من اتخذ الحياض، بعرفة وأجرى إليها العين، وسقى الناس الماء، قال الإمام علي: "ابن عامر سيد فتيان قريش"، ولما بلغ نبأ وفاته معاوية قال: "يرحم الله أبا عبد الرحمن بمن نفاخر ونباهي!".