نظرات في كتاب الفكر الاجتماعي
مدة
قراءة المادة :
17 دقائق
.
للأستاذ كامل كيلاني
- 1 -
في فترة عارضة من فترات السآمة والملل، أعقب ساعات جاهدة من العمل، فتحت هذا الكتاب كما اتفق، فكان أول ما وقعت عليه عيناي تلك الصورة التي قبسها المؤلف، حين عرض لعبادة العرب للأشجار والحجارة، وهي تمثل للقارئ لونا عجيباً من أخيلتهم، وترسم صورة رائعة مما استقر في إخلادهم، وتجلو بعض ما كانوا يتناقلونه من الأساطير عن معبودتهم (العزى) التي كانوا يتخيلونها شيطانة ثائرة، تبدو - لمن يراها في صورة حبشية غضبى -، تأتي ثلاث سَمُرات (شجرات من أشجار الطلح) نافشة شعرها، واضعة يديها على عاتقها، وهي تصرُف بأنيابها (تسحقها وتحك بعضها ببعض حتى يسمع لها صوت).
وما كدت أبلغ قول المؤلف المفضال:
(وكذلك كانت عبادتهم لذات أنواط، فقد اعتقدوا أن معبوداتهم الحية كانت تحل تلك الأشجار والأحجار).
حتى طويت الكتاب، على عادتي كلما بلغت من المطالعة فترة يحسن الوقوف عندها، والتفرغ لها. وسرعان ما استغرقني التفكير، وأسلمني التأمل إلى عوالم فسيحة من الحقائق التي تفوق الخيال في غرابتها، ولم أتمالك أن رجعت القهقري حتى بلغت العصر الجاهلي الذي طالما عشت فيه، تارة في صحبة مؤرخي العرب والفرنجة، وتارات في صحبة المبدعين من الشعراء والكتاب ويا طالما نعمت بالتجوال في ذلك العصر الغابر، وأنست بارتياد روائعه في رفاقة أستاذي (المعري).
وطالما انتفعت بإشاراته في رسالة الغفران وما إليها من بديع آثاره.
كما انتفعت بصحبة العلامة (دوزي) في ارتياد كثير من تلك المجاهل السحيقة، حين ترجمت طائفة من فصوله الممتعة التي أودعتها كتاب: (ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام). فلا عجب إذا عاودني الحنين والشوق إلى استئناف الدرس حين طالعت تلك الفقرات: (وذو الشوق القديم - وإن تعزى - ...
مشوق حين يلقى العاشقينا) ولا عجب إذا تواثبت الخواطر، وتدافعت الذكريات، فلم أدر أيها أثبت وأيها أدع، و عجب إذا نسيت أن على أكتب مقدمة موجزة في بضع صفحات، لا دائرة معارف في عشرات من الأسفار المطولات: ورأيتني أستعرض - عن غير قصد - طائفة من أمال هذه الأسطورة العربية الشائقة التي أثبتها المؤلف المفضال في كتابه النفيس، متمنياً أن تعاون معه طائفة من أعلام القصة لاستغلال أمثال هذه الأسطورة العربية البارعة، بعد أن تظاهرهم طائفة من كرام الباحثين على درس هذا التراث الحافل، وتعرف رموزه وحل معمياته، وتجلية ما غمض من حوافيه وأسراره، وأن يُعنوا بإحيائه كما عنى غيرهم من شعراء الغرب وأعلام كتابه وباحثيه، وأفذاذ علمائه وقصاصيه، باستغلال ما ظفروا به من الأساطير الإغريقية وما إليها من أساطير الأمم القديمة. ولم أتمالك أن شكرت للمؤلف عنايته المحمودة بهذا اللون الفكري البديع.
ورأيتني أجري على عادتي في التعليق على هامش ما أقرأ من نفائس الكتب. وأنثالت المعاني والصور وتتابعت، حتى خشيت - كما أسلفت - أن تدفعني إلى تأليف سفر ضخم.
فاجتزأت بإثبات بعض ما قاله (المعري) في هذه الشجرة المحظوظة التي أطلقوا عليها (ذات أنواط)، فقد أشار إليها في رسالة الغفران إشارة نافعة حين عرض للحديث عن أشجار الفردوس فقال: (وذات أنواط شجرة كانوا يعظمونها في الجاهلية.
وقد روي أن بعض الناس قال: يا رسول الله: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط). وهنا قبس (المعري) قول أحد الشعراء: (لنا المهيمن يكفينا أعادينا ...
كما رفضنا إليه ذات أنواط) وفي بعض هذا دليل على ما بلغته ذات أنواط من خطر الشأن ورفعة المنزلة. وقد شغل المعري - في أكثر من موضع من نفائس كتبه - بهذه الشجرة، التي ظفرت - على حقارتها - بمثل هذا التكريم، وأفردها الحظ بما لم يظفر به غيرها من إجلال وتعظيم، فأضفى عليها عبادها من القداسة هالة باهرة، فتنتهم وسحرت ألبابهم واستعبدتهم.
فأكبروا من أمرها ما صغر، ومجدوا من شأنها ما حقر، ولم يكتفوا بعبادتها في جاهليتهم، فراحوا يكاثرون الرسول ﷺ بها، ويطلبون إليه أن يهيئ لهم شجرة تماثلها وتساميها في قداستها وشرفها. وهكذا أدركها الحظ - على عمقها من الثمر - كما يدرك بعض الأغمار التفهين من الناس، فيضفي عليهم ألواناً من النباهة والرفعة، على ما ركب في طباعتهم من العقم والحقارة والعجز. وفي هذا يقول المعري: (والجد يدرك أقواماً فيرفعهم ...
وقد ينال إلى أن يُعْبَد الحجرا وشرفت ذات أنواط قبائلها ...
ولم تباين - على علاتها - الشجرا) وكانت (ذات أنواط) سمرة (شجرة طلح)، لا تكاد تختلف عن تلك السُمرات الشائكة الثلاث التي كان الجاهليون يتخيلون معبودتهم (العزى) قادمة عليها في صورة حبشية. ولا تختلف عن السمرات التي أشار إليها امرؤ القيس في معلقته حين قال: (كأني غداة البين، يوم ترحلوا ...
لدى سمرات الحي ناقف حنظل) وشجر الطلح معروف، وقد أشار إليه المرحوم شوقي بك حين قال: (يا نائح الطلح أشباه عوادينا ...
نأسى لواديك؟ أم نأسى لوادينا؟) كما أشار إليه (المعري) ونبه إلى إجداب هذا الشجر، وعقمه من الثمر، في قوله: (وأبغضت فيك النخل، والنخل يانع ...
وأعجبني - من حبك - الطلح والضال) وقد ألف العرب أن يطلقوا على شجرة الطلح (أم غيلان) وإلى هذه الكنية أشار (المعري) في تهكم بارع: (سل أم غيلان الصموت عن ابنها ...
وبنات أوبر، من أبوها أوبر؟) - 2 - والطلح - فيما يعلم القارئ - شجر عظام من شجر العضاه، الذي لا يثمر غير الشوك، ترعاه الإبل إذا أعوزها الزاد، فلا تكاد تستسيغه إلا مضطرة، وقلما تسلم من غصصه وعلله.
فلا عجب إذا اتخذوه رمزاً للشر، وصاغوا من (السُمرة) لفظ: (السمرْ مرة): لقب الغول، وجعلوا من شجرها مزاراً لتلك الشيطانة الحبشية الغضبى التي تقدم السمرات الثلاث - كما تمثلها الأسطورة - نافشة شعرها، واضعة يديها على عاتقها، تحرُق الأرَّم (تحك أنيابها حتى يسمع لها صريف) من شدة الغيظ. فلا عجب إذا استخرج العرب - من هذا الشجر وثمره - ألفاظاً تدل على طائفة من معاني الشر، فاشتقوا الطلاح (الفساد) من الطلح، كما اشتقوا من ثمره الشائك ألفاظاً منطوية على طائفة من معاني السحر والإفك والكذب والأذية. فإذا سأل القارئ: (ولماذا خصوا هذه السمرة بهذا اللقب؟ وكيف أطلقوا عليها: (ذات أنواط)؟ همس في أذنه بعض مؤرخي العرب، ومنهم (ابن الأثير). (إنها سميت كذلك لأن المشركين كانوا ينوطون بها سلاحهم (يعلقونه) ويعكفون حولها). وربما همس في أذنه بعض الباحثين: (إنهم أطلقوا عليها ذلك اللقب، لما تميزت به مما كان يتدلى من أغصانها الكبيرة من أنواط). والنوط - كما يعلم القارئ - هو القفة الصغيرة التي تحمل ثمار هذه الشجرة، السامقة العقيم. - 3 - وهكذا أسلمتني هذه الأسطر القلائل إلى طائفة من التأملات أزاحت ما كان مستولياً على نفسي من السآمة والملل، ونفضت عني غبار الفتور والكسل، وأعادت إلي النشاط، فأقبلت على الكتاب أقرأه من أول سطوره، متنقلا بين فصوله الشائقة، من صفحة إلى صفحة، حتى انتهيت إلى خاتمته، وأنا شيق إلى الاستزادة من حديث هذا الباحث الموفق المثمر الذي لا يمل البحث، ولا يمل قارئه من متابعته في عوالمه الفسيحة. ورأيت المؤلف يتنقل بين مجاهل التواريخ التي طويت على مر الأزمان، وعفي عليها تطاول الأمد ذيول النسيان، فلم يبق الدهر - من آياتها وحقائقها وأحداثها - إلا ظنوناً وأحداساً وأخيلة، لا تكاد تثبت على الاختبار والبحث.
ثم لا يزال مؤلفنا يتنقل في فصوله الشائقة حتى يبلغ المدى من رحلته الفكرية، وينتهي إلى عصرنا الحافل بألوان من الحقائق، تكاد - لغرابتها - تفوق عجائب الخيال. - 4 - وهكذا صحبت المؤلف وهو يتابع الإنسان، منذ أقدم العصور، حين كان يقيم مع قبيلته بين الأشجار، وفي الكهوف وقد اكتسى جسمه بشعر كث يصارع الوحوش ويطاردها في الأدغال، ويقتات بالبذور، ويعيش على لحوم فريسته التي يمزقها بأظافره ويقطعها بأسنانه، كما يفعل إضرابه من الوحوش. ثم لا يزال المؤلف يساير الإنسان القديم مرتقياً به، في أسلوب تصويري جذاب حتى يصل إلى العصر الحاضر، في قُرابة مائتين من الصفحات الحافلة بالملاحظات والتوجيهات، بعد أن ضمن التوفيق فيما قبسه وتخيره من الكتب: عربية وأجنبية، وفيما عرض له من تحليل ومناقشة، وتأليف بين أشتاتها، وتمحيص لرواياتها، منذ صحب الإنسان الأول إلى أن أبلغ العصر الحاضر: عصر الآلات والمناجم والبخار والكهرباء والطائرات والسيمى والراديو والتلفزيون.
ولم ينسه ذلك المعرض الحاشد - الذي افتن في إقامته وتنسيقه - ما وراء تلك الصور المادية من السجايا والأخلاق الإنسانية ونشأة العادات، وأثر الأديان والشرائع والقوانين في الأفراد والجماعات، وأي قوة أمكنته من قهرها والتغلب عليها، بفضل ما منحه الله من عقل وتفكير.
وكيف استقبل الإنسان فجر المدينة وهو - فيما يقول المؤلف -: (يتقدم ببطء من جمع الأطعمة إلى الصيد، ومن الجماعة المشتتة إلى القبيلة ومن ثم يتطور فيشكل نظاما اجتماعيا، ويوزع الوظائف بين الأفراد.
كما لم ينسه أن يعرض لنهضات (مصر) و (بابل) و (فلسطين) و (الهند) و (الصين) و (واليونان) و (والفرس) و (روما). - 5 - وقد ألم المؤلف - على ذلك - إلمامة بارعة بأنواع الزواج في الجاهلية، وقبس طائفة من الأمثلة تبين اختلاف نظمها وتباين عاداتها ولم يفته أن ينبه إلى ما ألفته بعض قبائل العرب في زمن الجاهلية (من نسبة أولادهم إلى أمهاتهم قبل أن ينهاهم الإسلام، وكان نهيه صريحاً في قوله تعالى: (ادعوهم لآبائهم، هو أقسط عند الله). وهي - فيما رأى ويرى غيري من الباحثين - عادة جرى عليها الروم في قديم الزمان، واهلهم كانوا أسبق إليها من العرب. وقد أشار المعري في لزومياته إلى هذه العادة، إشارة ساخرة قاسية، فقال. (ولحب الصحيح آثرت الرو ...
م انتساب الفتى إلى أمهاته جهلوا من أبوه، إلا ظنونا ...
وطلا الوحش لاحق بمهاته) - 6 - أما بعد: فقد كانت مفاجأة سعيدة، حين تفضل مؤلف هذا الكتاب النفيس فعهد إلى بتقديمه، ولم يكن عمر التعارف بيننا يزيد على دقائق معدودة، كانت كافية للتآلف.
ولا غرو في ذلك فإن الأرواح جنود مجنددة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف. وهكذا أغنت اللحظات القليلة عن العشرة الطويلة، وكانت - على قصرها - كافية لانسجام روحينا، فخيل إلينا أننا تعارفنا منذ النشأة الأولى وكان من ثمرات هذا اللقاء العارض أن مرفق شغفت المؤلف بالبحث والاطلاع، وعنايته بتتبع آثار (ابن النديم) صاحب الفهرست والترجمة له في مجلة المجتمع العلمي العربي.
وتوفره على درس الدعوة الإسماعيلية في رسائل إخوان الصفا وإقباله على كتابة فصول النقد وأعمال البنوك في كتاب: النظام الاقتصادي في فلسطين. وكتابه: التطور الاجتماعي والاقتصادي لفلسطين العربية وهكذا رأيت مؤلفنا ينتقل في بحوثه النافعة، من عالم الاقتصاد إلى عالم الأدب، كما ينتقل في حياته اليومية بين بنك الأمة العربية ومكتبته الضخمة الحافلة بألوان الثقافة والأدب، فيذكرنا قول ابن المقفع: (أمران يحتاج إليهما من يحتاج إلى الحياة: المال والأدب) ولا ريب أن الأمم - كالأفراد - لا غنى لها عن بناء نهضتها على أساس متين، يرتفع بناؤه على هاتين الدعامتين. - 7 - وكان من ثمرات هذا اللقاء السعيد أن أتاح لي الظفر بقراءة هذه الخلاصة الممتعة التي تأنق مؤلفها في عرض تاريخ الحضارة الإنسانية عرضاً تصويرياً أخاذاً، يخيل إلى قارئه أنه يشهد شريطاً من أبدع ما أخرجته السيمى في العصر الحديث. وقد علم القارئ مما أسلفت أنني لم أكد أقلب صفحات كتابه حتى رأيت ما تفتحت نفسي له، وشجعني على البدء بقراءته من أوله، فلم تنته الجلسة حتى أتممته، وأنا شديد الأسف على انتهائه، وبودي لو امتد هذا السفر التاريخي الحافل في أضعاف صفحاته، ليؤدي إلى رواد الثقافة أضعاف فائدته، ويحقق لهم الكثير مما تتوق إليه نفوسهم الظامئة إلى أمثال هذه البحوث، التي وفق أصحابها إلى جمع أشتات المعارف، وأحسنوا عرضها، بعد أن أحسنوا استيعابها وفهمها. - 8 - وازدحمت الخواطر في ذهني - كما أسلفت - وتواثبت التعليقات، كلما انتقلت من صفحة إلى صفحة، وخشيت أن أعاود قراءة الكتاب مرة أخرى فيضطرني ذلك إلى الوقوف عند كل فكرة طريفة - وما أكثر ما يحويه من طريف الأفكار - وربما اقتضاني ذلك أن أتوسع في الشرح والتعليق فتصبح مقدمة الكتاب أضعاف حجمه. ورأيت أن مؤلف الكتاب كان قادراً على الاضطلاع بمفرده بهذا العبء الثقافي التوجيهي كله، لو أمكنته فسحة من وقته المزدحم بما ينوء به من شواغل الأعمال، وما يضطلع به من تبعات ثقال ولكنها الظروف القاهرة، أعجلت المؤلف كما أعجلتني ولعله قصد إلى الإيجاز فصداً ليحقق لقارئه في صفحات قليلة ما تستوعبه المطولات المستفيدة، وهو غرض نبيل، والحاجة إلى المختصرات مطلب جليل، لا يقل عن الحاجة إلى المطولات.
وربما زاد عليها في بدء عصور النهضات، لترغيب الزاهدين في القراءة، وتعبيد ما توعر من طرائقها أمامهم. وحسناً صنع المؤلف حين عني بتوجيه قارئه إلى أمهات الكتب ليحبب إليه البحث، بعد أن عني بتوجيهه وإرشاده وفتح آفاق جديدة له. وأما أجدر المؤلفين بالأخذ بهذا المنهج، فهو من الأهداف النافعة، يتوخاها طالبو الإصلاح في مستهل النهضات، تستقبلها الأمم التي طال عهدها بالنوم، وآن لها أن تنفض عنها غبار الخمول - 9 - أكرر القول: إنني وجدت في كل صفحة من صفحات الكتاب بابا للمناقشة وجمالا للاخذ والرد والتعليق، ومثاراً للخلاف حينا، والموافقة أحياناً. وهذه أول مزايا الكتاب المثمر الناجح.
وحسبي دليلا على نفاسة ما أقرأ، أن يثير في نفسي ألواناً من البحث والتمحيص، ويحفزني إلى ارتياد مختلف الميادين الفكرية التي صرفتني عنها عوادي الزمن وشواغله. وقد كان من حسن حظ المؤلف والقارئ أن يتضافر على كاتب المقدمة ضيق الوقت، وزحمة العمل، ووعكة الصحة، وقلة الصفحات المخصصة للتصدير، فتعجله كل هذه الأسباب مجتمعة عن التفصيل والإسهاب اللذين تحاشاهما مؤلف الكتاب. وكان من حسنات عصر السرعة الذي نعيش فيه، وما أوجبته المطبعة التي لا تعرف التريث والبطء، ولا تبالي الوعكة ولا المرض ولا تحفل الشواغل وزحمة العمل، أن تعد المقدمة في حيز من الصفحات ثابت معدود، وزمن من الساعات مؤقت محدود.
ولولا ذلك لامتد بي نفس القول كما امتد بـ (المعري) منذ ألف عام، حين أجاب عن رسالة (ابن القارح) برسالة الغفران، في أضعاف حجمها، وكما امتد نفس القول بالأمير (شكيب أرسلان) حين تصدى لتنديم كتاب (حاضر العالم الإسلامي)، فزادت صفحات مقدمته على مقدمة (ابن خلدون)، وتجاوزت شروحه وتعليقاته أضعاف حجم الرسالة التي عهد إليه مترجمها أن يقدمها. ولا عجب في ذلك، فأن نفس القول إذا مددته امتد، وتداعى المعاني لا يعرف الوقوف عند حد: (والفكر حبل متى يمسك على طرف ...
منه، ينط بالثريا ذلك الطرف والعقل كالبحر، ما غيضت غواربه ...
شيئاً، ومنه بنو الأيام تغترف) كامل كيلاني