أرشيف المقالات

إصلاح الأنفس والقلوب وتهيئتهما لما يقدم عليها في شهر رمضان من العبادات

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
إصلاح الأنفس والقلوب وتهيئتهما لما يقدم عليها في شهر رمضان من العبادات
 
ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله في "لطائف المعارف" (ص135)، عن جمع من السلف رحمهم الله: أنهم كانوا يستعدون لاستقبال شهر رمضان، بأمور سبق ذِكرُ بعضِها في الخصال الماضية، ومنها إصلاح القلوب والنفوس، وتهيئتهِما، لما يقدم عليها في شهر رمضان، من العبادت، وسائر القُربِ والطاعات، التي تجعل المؤمن، لا فكر لديه، للغفلات، فضلًا عن أن يجد لفعلها أوقات، وقد اشتُهر عن عمرو بن قيس المُلائي رحمه الله أنه كان يقول: طوبى لمن أصلح نفسه قبل رمضان[1].اهـ بتصرف.

فاللهم أصلح قلوبنا، واشغلها برضاك يارب العالمين، فإنك حكيمٌ عليمٌ بعبادك رؤوفٌ رحيم.
 
سلامة الصدور من أمراض القلوب:
عن عبد الله بن عمرو م، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يِطَّلِع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلَّا اثنين: مشاحن، وقاتل نفس"، رواه أحمد برقم (6642)، وغيرُه[2]، وله ألفاظ عدة.


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تُفتح أبواب الجنة يوم الإثنين، ويوم الخميس، فيُغفَرُ لكل عبدٍ لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيُقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا"، رواه مسلم برقم (2565)، وله ألفاظ أُخرى، عن صحابة آخرين.

أقول: فممَّا سبق في الحديثين وغيرها ـ مما في الباب من الأدلة ـ جَدُرَ بالمسلم والمسلمة، أن يستقبلا شهر رمضان وسائر شهور العام، بنفسٍ نقية خاليةٍ من العدواة والبغضاء والشحناء؛ فإنها قد تمنع المتصف بها من تفرُّغ القلب لعبادة الله تبارك وتعالى، بل قد تحول بين العامل والمتصف بها، من رفع عمله إلى الله تبارك وتعالى، فاستبدالها بالبشاشة ودوام المحبة والأخوة في الله، وبذل المعروف وصلة الأرحام خير وأهدى سبيلا.


ثم إن المسلم العاقل، ليعلَم علمًا يقينيًا: أنه لا وقت عنده ولا فراغ له يشغله بمثل هذه السفاسف والجهالات، والله المستعان وهوالمسؤول لغفر الزلات في الحياة وبعد الممات.



[1] وهي مشهورة عنه, وعزاها إليه جمع, والله أعلم.


[2] قال العلامة الألباني: في "الصحيحة" (3 /135): حديث صحيح، رُوي عن جماعة من الصحابة من طُرقٍ مختلفة، يشد بعضها بعضًا، وهم: معاذ ابن جبل، وأبو ثعلبة الخشني، وعبد الله بن عمرو, وأبي موسى الأشعري، وأبي هريرة، وأبي بكر الصديق، وعوف ابن مالك, وعائشة ش...اهـ
وقال الشيخ الأرناؤوط: في "تحقيق المسند" (11 /217): حديثٌ صحيح بشواهده.اهـ ثم ذكر: نحوًا مما ذكر العلامة الألباني: والله أعلم.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣