أرشيف المقالات

(5) الوحدة أساس العمل المقاوم والنضالي في الإسلام - رسائل من غزة - مدحت القصراوي

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
كتبت هذا المقال وقت تفاوض المقاومة بعد تحقيق النصر.
المفاوضات الجارية التي تديرها المقاومة بحرفية عالية وتلاحم شعبي، وتوافق بين الفصائل والأجنحة السياسية والعسكرية، هو شرف لهم وتجربة يجب أن تثبّت في قادم الأيام، كما يجب أن يكون أفق وتطلع الفصائل هو أفق إقامة (الدولة) وثقافة (الدولة)، ويجب أن يوجد من الآن، حتى لا تتجه الفصائل بعدُ إلى احتراب داخلي..

إن ثقافة التوافق ومبدأ (الدولة) والحرية والشورى، يجب أن يزرع من الآن، ويعلم الجميع أن هذه مرحلة قد يكون فيها وضع الفصائل المختلفة عامل قوة وتنوع ومرواغة أمام العدو، ويعطي مرونة للحراك والبدائل، لكن الأفق التنظيمي يجب ألا يستقر كثقافة، بل قيمه الإيجابية من الالتزام والانضباط يجب أن يُستصحب ويوجه إلى (الدولة)، نفتقد هذا في العراق، وافتقدناه في أفغانستان ونفتقده في سوريا ، وأقل الحالات في فلسطين ، بل الوضع فيها مبشر في هذه الناحية، -باستثناء تجربة رفح-.
تكاد حراب المسلمين في أي لحظة تتجه إلى أنفسهم وإخوانهم، حتى أصبح أمرًا ميسورًا، ويُتداول حدوثه بطريقة عادية!
إن الفصائلية يجب أن تخدم (الدولة)، فتكون الفصائل كتائب لهوية واحدة، وجيش واحد، ودولة تترسخ فيها ثقافة الوحدة والحرية -خاصة حرية الأمة في اختيار قادتها وممثليها- والشورى والشفافية وإنكار الذات، واستهداف هدف واحد محدد هو إقامة هذا الدين، هذا يجب ألا يتأخر بل هو أول ما يقوم به المناضلون في هذه الساحات، حتى لا تتجه حرابهم إلى صدور إخوانهم..
كما يجب أن يتقدم مشروع الدولة في التفكير، فغياب هذا الأفق وهذا المشروع وعدم تحديد ملامحه هو معضلة الثورة في ليبيا، حتى وهم منتصرون وبيدهم السلاح يكادون يفقدون الوضع من أيديهم تحت تأثير خطاب إعلامي مضاد، ولوضوح مشروع الثورة المضادة ولو كان مشروعًا كارثيًا!
الفصائل كتائب، والوحدة أساس العمل المقاوم والنضالي في الإسلام، والدولة الممكنة محددة الملامح هي المشروع الواضح للمقاومة منذ اللحظة الأولى، مهما طال العمل من أجلها، فهذا فريضة في ظروفنا الراهنة.

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢