قف يا قطار
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألقاها في المأدبة الكبرى التي أقامتها مؤسسسة وطنية في مدينة كانتون، | |
أوهايو | |
- - - | |
منذ افترقنا لم أذق وسنا | للّه ما صنع الفراق بنا |
قل للخليّين الهناء لكم | ألحبّ قد خلق العذاب لنا |
لم أنس قولتها التي ملأت | نفسي أسى وجوانحي شجنا |
ماذا جنينا كي تفارقنا | أمللتنا وسئمت صحبتنا |
فأجبتها بلسان معتذر | لم تجني أنت ولا مللت أنا |
لكن رأيت الماء منطلقا | ريا، فإن هو لم يسر أجنا |
والسيف إن طال الثواء به | يصدأ ويصيح حدّه خشنا |
والسحب إن وقفت وما هطلت | لم ترو أودية ولا قتنا |
إنّ الحياة مع الجمود قذى | ومع الحواك بشاشة وهنا |
لا تعذليني فالقرى أربي | حيث الحياة رغائب ومنى |
حيث النجوم تلوح سافرة | لم تلتحف سترا ولا كفنا |
والفجر ملء جيوبه أرج | والطير يملأ شدوها الوكنا |
وعلى الرّبى الأظلال راقصة | ويد النسيم تداعب الغصنا |
وبح المدائن إنّ ساكنها | كالميت لم يطمر ولا دفنا |
كم رحت أستسقي سحائبها | فهمت ولكن محنة وضنى |
ولكم سهرت فلم أجد قمرا | ولكم شدوت فلم أجد أذنا |
لو كان يألف بلبل غرد | قفصا ، أحبّ الشاعر المدنا |
كره الورى طول المقام بها | فاستنبطوا العجلات والسفنا |
ولقد ظفرت بمركب لجب | فخرجت أطوي السهل والحزنا |
والشوق يدفعه ويدفعني | حتى بلغت المنزل الحسنا |
... | |
قف، يا قطار ، على ربوعهم | إنّ الأحبة، يا قطار... هنا |
هذي منازلهم تهشّ لنا | أخطأت ... بل هذي منازلنا |
ما حلّ منهم موضعا أحد | إلا وصار لكلّنا وطنا |
((سورية)) في ((كانتن)) نغم | عذب ،(( ولبنان)) شذى وسنا |
وإذا الحياة طوت محاسنها | عني ، وصار نعيمها محنا |
مثّلتهم في خاطري ، فإذا | دنياي فيها للسرور دنى |
يا قوم هذا اليوم يومكمو | من ينتهزه ينل رضى وثنا |
فلتنبسط أيديكمو كرما | ألسحب أنفعها الذي هتنا |
أنا لاأرى مثل البخيل فتى | يضوى ويهزل كلما سمن |
من لا يشيد بماله أثرا | أو يستفيد بماله مننا |
ويعيش مثل العنكبوت يعش | في الناس مذموما وممتهنا |
فابنوا وشيدوا تكرموا رجلا | كم قد سعى من أجلكم وبنى |
وطن وأهل لا ئذون بكم | أفتخذلون الأهل والوطنا؟ |
((قطنا)) بنوك اليوم قد نهضوا | فتمجدي بينك يا ((قطنا)) |