أنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حرّ ومذهب كلّ حرّ مذهبي | ما كنت بالغاوي ولا المتعصب |
أني لأغضب للكريم ينوشه | من دونه وألوم من لم يغضب |
وأحبّ كلّ مهذب لو أنّه | خصمي، وأرحم كلّ غير مهذب |
يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى | حبّ الأذية من طباع العقرب |
لي أن أردّ مساءة بمساءة | لو أنّنِي أرضى ببرق خلب |
حسب المسيء شعوره ومقاله | في سرّه : يا ليتني لم أذنب |
أنا لا تغشّني الطيالس والحلى | كم في الطيالس من سقيم أجرب |
عيناك من أثوابه في جنّة | ويداك من أخلاقه في سبسب |
وإذا بصرت به بصرت بأشمط | وإذا تحدثه تكشّف عن صبي |
إني إذا نزل البلاء بصاحبي | دافعت عنه بناجذي وبمخلبي |
وشددت ساعده الضعيف بساعدي | وسترت منكبه العريّ بمنكبي |
وأرى مساوئه كأني لا أرى | وأرى محاسنه وإن لم تكتب |
وألوم نفسي قبله إن أخطأت | وإذا أساء إلّي لم أتعتّب |
متقرِّب من صاحبي فإذا مشت | في عطفه الغلواء لم أتقرب |
أنا من ضميري ساكن في معقل | أنا من خلالي سائر في موكب |
فإذا رآني ذو الغباوة دونه | فكما ترى في الماء ظلّ الكوكب |