الخلود
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
غلط القائل إنّا خالدون | كلّنا بعد الرّدى هيّ بن بيّ |
* | |
لو عرفنا ما الذي قبل الوجود | لعرفنا نا الذي بعد الفناء |
نحن لو كنّا " كما قالوا " نعود | لم تخف أنفسنا ريب القضاء |
إنّما القول بأنّا للخلود | فكرة أوجدها حبّ البقاء |
نعشق البقيا لأنّا زائلون | و الأماني حيّة في كلّ حيّ |
* | |
زعموا الأرواح تبقى سرمدا | خدعونا ... نحن و الشّمع سواء |
يلبث النور بها متّقدا | فإذا ما احترقت باد الضياء |
أين كان النور ؟ أنّي وجدا ؟ | كيف ولّى عندما زال البناء ؟ |
شمعتي فيها لطلّاب اليقين | آيه تدفع عنهم كلّ غيّ |
* | |
ليست الروح سوى هذا الجسد | معه جاءت ومعه ترجع |
لم تكن موجودة قبل وجد | و لهذا حين يمضي تتبع |
فمن الزور الموشّى و الفند | قولنا : الأرواح ليست تصرع |
تلبث الأفياء ما دام الغصون | فإذا ما ذهبت لم يبق في |
* | |
لو تكون الروح ما لا يضمحل | ما جزعنا كلّما جسم همد |
لو تكون الروح جسما مستقل | لرآها من يرى هذا الجسد |
كلّ ما في الأرض من عين و ظل | سوف ينحلّ كما انحلّ الزبد |
و لئن صحّ بأنّا منشرون | جاز أن يعقب ذاك النّشر طيّ |
* | |
ليت من قالوا بأنّا كالزهور | خبّرونا أين تمضي الرائحه ؟ |
أترى تبقى كألحان الدهور ؟ | أم تلاشى مثل صوت النائحه ؟ |
ليت شعري أيّ خلد للبذور | بعد أن تلقى بنار لافحة ؟ |
قل لمن يخبط في ليل الظنون | ليس بعد الموت للظّاميء ري |
* | |
مثلما يذهب لون الورقه | عندما تيبس في الأرض الأصول |
مثلما يفقد نور الحدقه | حين أقضي .. هكذا نفسي تزول |
كتلاشي الشمعة المحترقة | تتلاشى بين ضحك و عويل |
أنا بعد الموت شيئا لا أكون | حيث أنّي لم أكن من قبل شيء ! |
* | |
إيه أبناء الثّرى نسل القرود | علّلوا أنفسكم بالترّهات |
ألبسوا في صحوكم ثوب الجمود | واحلموا في نومكم بالمعجزات |
فسيأتي زمن غير بعيد | تتهادى بينكم فيه أيّاه !! |
و يحلّ الله في ماء وطين | فيراه الشّيخ و الشاب الأحيّ ! |