هل العلم ينافي وجود الله
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.يقول العلم إنه لايعترف إلا بالملموسات ولايعترف بالغيب يبدء بالمحسوس وينتهي بالمحسوس.
فنقول للعلم كذبت!!
العلم فقط يلاحظ ويدون الملاحظات..
مثلا يلاحظ أن صعود الجبل أشق من نزول الجبل؛ وأن الطير إذا مات وقع على الأرض؛ وأن التفاحة إذا وقعت تقع إلى الأرض ولم ترتفع لفوق؛ وأن القمر يدور معلقاً في الفضاء وهي ملاحظات لاتبدو بينها علاقة.
ولكن حين يكتشف نيوتن الجاذبية ترتبط كل هذه الملاحظات لتصبح شواهد دالة على هذه الجاذبية....
وقوع التفاحة من على الشجرة صعوبة تسلق الجبال وتعلق القمر في السماء إنها نظريات فسرت لنا الواقع.
ومع ذلك فهذه الجاذبية غيب لم يرها أحد؛ لا أحد يعرف كنهها (جوهرها).
ونيوتن نفسة وهو صاحب النظرية يقول في خطاب إلى صديقة: "إنه لأمر غير مفهوم أن نجد مادة لاحياة فيها ولا إحساس تؤثر على مادة أخرى وتجذبها مع أنه لاتوجد أي علاقة بينهما".
فهاهي نظرية نؤمن بوجودها ونعتبرها علماً ولكن لايراها أحد وهي غيب والإلكترون غيب..
والموجه اللاسلكية غيب..
والكهرباء غيب...
والذرة غيب.
لم نرى منهم شيئا ومع ذلك نؤمن بوجودهم اكتفاءً بأثارها..
والعلم لايعرف ماهية أي الشيء على الإطلاق؛ نحن فقط نعرف الأسماء ولانعرف المسيات؛ نحن نتبادل المصطلحات.
قال الله نعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة:31] وهذه هي حدود العلم؛ وغاية العلم أن يعرف المعايير والعلاقات ولكنه لايستطيع أن يعرف جوهر هذه الاشياء وإنما يتعامل معها على أساس الظواهر ويتحسسها من خارجها.
وليس للعلم أن يحتج على الغيبيات وهو غارق إلى أذنيه في عالم الغيبيات.
أليس أولى بنا أن نؤمن بعالم الغيب؛ خالقنا البر الكريم؛ الذي نرى أثاره في كل لمحة عين وكل نبضة قلب وكل سبحة تأمل؟
بقلم/ أبو حفص عماد الدين فضلون