1914
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
طوي العام كما يطوي الرقيم | و هوى في لجّة الماضي البعيد |
* | |
لم يكن ... بل كان لكن ذهبا | وانقضى حتّى كأن لم يكن |
لو درى حين أتى المنقلبا | لتمنّى أنّه لم يبن |
أيّ نجم شارق ما غربا | أي قلب خافق لم يسكن |
جاهل من حسب الآتي يدوم | أحمق من حسب الماضي يعود |
* | |
ما لنا يأخذ منّا الطرب | كلّما عام تلاشى واضمحل |
أفرحنا أنّنا نقترب | من غد ؟ إنّ غدا فيه الأجل |
عجب هذا و منه أعجب | إنّنا نفنى و لا يفنى الأمل |
فكأنّا ما سمعنا بالحتوم | أو كأنّا قد نعمنا بالوجود |
* | |
يا رعاه الله من عام خلا | فلقد كان سلاما و أمان |
صافح الجحفل فيه الجحفلا | واستراح السيف فيه و السنان |
ما انجلى حتى رأى النقع انجلى | و خبت نار الوغى في " البلقان " |
لست أنسى نهضة الشعب النؤوم | إنّ فيها عبرة للمستفيد |
* | |
و التقى البحران فيه بعدما | مرّت الأجيال لا يلتقيان |
أصبح السّدّ الذي بينهما | ترعة يزخر فيها الأزرقان |
فلتندم " آميركا ) ما التطما | ما لهذا الفتح في التاريخ ثان |
و لتعيش رايتها ذات النجوم | أجمل الرايات أولى بالخلود ! |
* | |
واعتلى الناس به متن الهواء | فهم حول الدراري يمرحون |
يمخر المنضاد فيهم في الفضاء | مثلما يمخر في البحر السفين |
معجزات ما أتاها الأنبياء | لا ولم يطمح إليها الأقدمون |
سخّر العلم لهم حتّى الغيوم | فهم ، مثلهم ، فوق الصعيد |
* | |
حلّق الغربيّ فوق السموات | و لبثنا نندب الرسم المحيل |
فاذا ما قال أهل المكرمات | ما وجدنا ، و أبيكم ، ما نقول |
لو فقهنا مثلهم معنى الحياة | ما أضعناها بكاء في الطلول |
ألفت أنفسنا الضيم المقيم | مثلما يستعذب الظبي الهبيد ! . |
* | |
أدركت غايتها كلّ الشعوب | نهض الصيني و ما زلنا نيام |
عبثت فينا الرزايا و الخطوب | مثلما يعبث بالحرّ اللّئام |
صودر الكاتب منّا و الخطيب | منعت ألسننا حتّى الكلام |
نحن في الغفلة أصحاب الرقيم | نحن في الذّلّة إخوان اليهود |
* | |
ليت أنّا حين مات الشّمم | لحقت أرواحنا بالغابرين |
ما تمرّدنا على من ظلموا | لا ولم نفكك وثاقا عن سجين |
ليس يمحو عارنا إلاّ الدّم | فالى كم نذرف الدمع السخين ؟ |
قام فينا ألف جبّار غشوم | غير أنّا لم يمت منّا شهيد |
* | |
يا لقومي بلغ السيل الزبى | واستطال البغي و استشرى الفساد |
فاجعلوا أقلامكم بيض الظبى | و استعيروا من دم الباغي المداد |
كتب السيف ...اقرأوا ما كتبا | لا ينال المجد إلاّ بالجهاد |
أي رجال الشرق أبناء القروم | لا تناموا .آفة الماء الركود!!! |