وقائلة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وقائلة: هجرت الشعر حتى | تغنّى بالسخافات المغنّي |
أتى زمن الربيع وأنت لاه | وقد ولّى ولم تهتف بلحن |
ونفسك كالصّدى في قاع بئر | ومثل الفجر ملتحفا بدجن |
فما لك ليس يستهويك حسن | وأنت لمرء تعشق كلّ حسن؟ |
أتسكت والشباب عليك ضاف | وحولك للهوى جنّات عدن؟ |
ركود الماء يورثه فسادا! | فقلت لها : استكيني واطمئني |
فما حطمت يد الأيام روحي | وإن حطمت أباريقي ودنّي |
ولم أعقد على خوف لساني | ولا ضنّا على الدنيا بفنّي |
ولكنّي امرؤ للناس ضحكي | ولي وحدي تباريحي وحزني |
إذا أشكو إلى خدن همومي | وفي وسعي السكوت ظلمت خدني |
وتأبى كبريائي أن يراني | فتى مغرورقا بالدمع جفني |
فأستر عبرتي عنه لئلا | يضيق بها وإن هي أحرقتني |
ويبكي صاحبي فأخال أني | أنا الجاني وإن لم يتّهمني |
فأمسح أدمعا في مقلتيه | وإن حكت اللهيب ، وإن كوتني |
لأني كلما رفّهت عنه | طربت كأنني رفّهت عنّي |
كذلك كان شأني بين قومي | وهذا بين كلّ الناس شأني |
أقول لكلّ نوّاح رويدا | فإنّ الحزن لا يغني ، ويضني |
وجدت الدمع بالأحرار يزري | فليت الدمع لم يخلق بجفن! |
... | |
سبيل العز أن تبني وتعلي | فلا تقنع بأنّ سواك يبني |
ولا تك عالة في عنق جدّ | رميم العظم أو عبئا على ابن |
فمن يغرس لكي يجني سواه | يعش ، ويموت من يحيا ليجني! |
... | |
ألائمتي اتركيني في سكوني | ولومي من يضجّ بغير طحن |
إذا صار السماع بلا قياس | فلا عجب إذا سكت المغني |
أنا ولئن سكتّ وقال غيري | وجعجع صاحب الصوت الأرنّ |
إذا أنا لم أجد حقلا مريعا | خلقت الحقل في روحي وذهني |
فكادت تملأ الأثمار كفّي | ويعبق بالشّذى الفوّاح ردني |