الرأي الصواب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا نفس هذا منزل الأحباب | فانسي عذابك في النّوى و عذابي |
و تهلّلي كالفجر في هذا الحمى | و تألّقي كالخمر في الأكواب |
و لتمسح البشرى دموعك مثلما | يمحو الصباح ندى عن الأعشاب |
و استرجعي عهد البشاشة و الرّضى | فالدهر عاد تضاحكا و تصابي |
أنا بين أصحابي الذين أحبّهم | ما أجمل الدنيا مع الأصحاب |
قد كنت مثل الطائر المحبوس في | قفص ، و مثل النجم خلف ضباب |
يمتدّ في جنح الظلام تأوّهي | و يطول في أذن الزمان عتابي |
و أهزّ أقلامي فترشح حدّة | و أسى ، و يندى بالدموع كتابي |
حتى لقيتكم فبت كأنّني | لمسرّتي استرجعت عصر شبابي |
ليس التعبّد أن تبيت على الطّوى | و تروح في خرق من الأثواب |
لكنه إنقاذ نفس معذّب | من ربقة الآلام و الأوصاب |
ليس التعبد عزلة وتنسكا | في الدير أو في الغاب |
لكنه ضبط الهوى في عالم | فيه الغوايه جمّة الأسباب |
و حبائل الشيطان في جنباته | و المال فيه أعظم الأرباب |
هذا هو الرأي الصواب و غيره | مهما حلا للناس غير صواب |