الذئاب الخاطفة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما بالهم نقضوا العهود جهارا | و تعمّدوا الإيذاء و الإضرارا ؟ |
و استأسدوا لمّا رأوا ليث الشّرى | عاف الزئير و قلّم الأظفارا |
داروا به و الشّر في أحداقهم | ذا يدّعي حقّا و ذلك ثارا |
لؤم لعمر أبيك لم ير مثله | التاريخ منذ استقرأ الأخبارا |
و خيانة ما جاءها القوم الألى | تخذوا مع الوحش القفار ديارا |
أمسى يحرّض عاهل الألمان عن | أمسى يحرّض في الخفا البلغارا |
أمعاشر الإفرنج ليس شهامة | ما تفعلون إذا أمنتم عارا |
أمن المروءة أن يساء جوارنا | في حين أنّا لا نسيء جوارا ؟ |
أمن المروءة أن يطأطيء تاجه | ملك ليملك في الثرى أشبارا ؟ |
ألبغي مرتعه وخيم فاعلموا | و الظلم يعقب للظلوم دمارا |
إن تحرجوا الرئبال في عرينه | يذر السّكوت و يركب الأخطارا |
و كما علّمتم ذلك الجيش الذي | يأبى و يأنف أن يرى خوّارا |
فالويل للدنيا إذا نفض الكرى | و الويل للأيّام إمّا ثارا |
إنّي أرى ليلا يخيّم فوقنا | لا ينجلي حتّى يشبّ النارا |
فحذار ثمّ حذار من يوم به | يجري النجيع على الثرى أنهارا |
يوم تباع به النفوس رخيصة | يوم يقصّر هوله الأعمارا |
يوم يكون به الجميع عساكرا | و الكلّ يدخل في الوغى مختارا |