أرشيف المقالات

غزوة بني قينقاع باختصار

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
غزوة بني قينقاع باختصار
 
حدثت غزوة بني قينقاع في شوال من السنة الثانية للهجرة، بعد غزوة بدر.
سببها: أنَّ يهود بني قينقاع نقضوا العهدَ وبَغَوا على المسلمين، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد وادعهم حين قَدِم المدينة مهاجرًا، فلمَّا بلغه حسَدهم بعد انتصاره على قريش في بدر، جمعهم في سوقهم وقال لهم: ((احذروا من الله مثلما نزَل بقريش من النِّقمة، وأسلِموا؛ فإنَّكم قد عرفتم أنِّي نبيٌّ مرسل))، فقالوا: يا محمد، لا يُغرنَّك أنك لقيت قومًا لا عِلْم لهم بالحرب فأصبتَ منهم فرصة.
 
فكانوا بهذا أول مَن نقض العهد من يهود، وبينما هم على مجاهرتهم وكُفْرهم وتحدِّيهم للمسلمين، إذا بامرأة مسلمة من العرب جاءت بجلب لها فباعته في سوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ من أجل حليٍّ لها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبتْ، فقام رجل منهم وعمد إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها وهي لا تَشعر به، فلما قامت انكشفَت عورتها، فضحكوا منها، فصاحت، فوثب رجلٌ من المسلمين على اليهودي فقتله، وشدَّت يهود على المسلم فقتلوه، ونبذوا العهدَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحصَّنوا في حصونهم، فغزاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وحاصرهم خمس عشرة ليلة، فنزلوا على حُكْمه وشدَّ وثاقهم لينظر في أمرهم، وكانوا حلفاء الخزرج، فقام عبدالله بن أُبَي بن سلول، فكلَّمه فيهم وقال: يا محمد، أحسِن في مواليَّ، فلم يجبه، فأدخل يدَه في جيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغضِب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((ويحك أرسِلني))، فقال: لا أرسِلك حتى تُحسِن إلى مواليَّ، أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة! إنِّي والله امرؤ أخشى الدوائر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هم لك))، خلُّوهم، لعنهم الله ولعنه معهم.
 
أمَّا حليفهم عبادة بن الصَّامت، فجاء إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم وقال: أتولَّى الله ورسوله والمؤمنين وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم، وفيه وفي عبدالله بن أُبي نزلت هذه الآيات: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [المائدة: 51].
 
وغنِم المسلمون ما كان لهم من مال، ولم يكن لهم أرضون، إنَّما كانوا صاغة، وساروا إلى أذرعات من أرض الشام، فلم يَلبَثوا بها قليلًا ثمَّ هلكوا.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣