عنوان الفتوى : الاستثارة بين العاقدين وآثارها
السؤال
أنا معقود علي، وعندما أكلم زوجي في الهاتف، في حالات كثيرة، يثار. عندما يكون ذلك بقدر قليل، يتحكم في نفسه قليلا، لكن في أحيان أخرى لا يستطيع، فسيتمني.
ما حكمه؟ وأيضَا هل أنا مذنبة إذا كان كلامي يثيره، هو أيضَا يثيرني لكن لا أفعل مثله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان خروج المني لمجرد استثارته بسبب الكلام بينك وبينه عن أمور الاستمتاع، فهذا لا حرج عليه فيه، وإن كان له دخل في ذلك كأن يستمني بيده ونحو ذلك، فإنه آثم؛ لأن الاستمناء محرم، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 7170، والفتوى: 74119.
وبما أنك قد عقد لك عليه العقد الشرعي؛ فأنت زوجة له، يحل له معك، ما يحل للزوج مع زوجته، فلا تأثمين باستثارته.
وننبه هنا إلى أنه ينبغي مراعاة ما يكون من عرف، أو اتفاق على تأخير الدخول، كما هو مبين في الفتوى: 61470.
هذا بالإضافة إلى أن الأفضل المسارعة إلى إتمام الزواج قدر الإمكان ليدرك الزوجان مصالح الزواج ومنها العفاف، قال البهوتي في حاشية الروض المربع وهو يتكلم عن حكمة الزواج: لاشتماله على مصالح كثيرة: كتحصين فرجه وفرج زوجته, والقيام بها, وتحصيل النسل, وتكثير الأمة, وتحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم, وغير ذلك. اهـ.
بقي أن نبين أن محادثة الزوجين عبر وسائل الاتصال عن أمور المعاشرة لا يخلو من محاذير ومخاطر، فهذه الوسائل ليست مأمونة من جهة اختراقها من قبل آخرين والتنصت لما يقال؛ كما هو معلوم فينبغي التنبه لهذا، والكف عن هذا الفعل .
والله أعلم.