أمنية المهاجر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جعت والخبز وثير في وطابي | والسّنا حولي وروحي في ضباب |
وشربت الماء عذبا سائغا | وكأني لم أذق غير سراب |
محنة ليس لها مثل سوى | محنة الزّورق في طاغي العباب |
ليس بي داء ولكني امرؤ | لست في أرضي ولا بين صحابي |
مرّت الأعوام تتلو بعضها | للورى ضحكي ولي وحدي اكتئابي |
كلّما استولدت نفسي أملا | مدّت الدّنيا له كفّ اغتصاب |
أفلتت مني حلاوات الرؤى | عندما أفلت من كفّي شبابي |
بت لا الألهام باب مشرع | لي ولا الأحلام تمشي في ركابي |
أشتهي الخمر وكأسي في يدي | وأحس الروح تعري في ثيابي |
ربّ هبني لبلادي عودة | وليكن للغير في الأخرى ثوابي |
أيّها الآتون في ذاك الحمى | يا دعاة الخير ، يا رمز الشّباب |
كم هششتم وهششنا للمنى | وبكيتم وبكينا في مصاب |
واشتركنا في جهاد أو عذاب | والتقينا في حديث أو كتاب |
وعرفتم وعرفنا مثلكم | أنّما الحقّ لذي ظفر وناب |
كلّ أرض نام عنها أهلها | فهي أرض لاغتصاب وانتهاب |
زعموا الأنسان بالعلم ارتقى | وأراه لم يزل أنسان غاب |
أنه الثعلب مكرا وهو كالسّر | طان غدرا وحكيم كالغراب |
يا رفاقي حطّموا أقداحكم | ليس في الدّنيا رحيق لانسكاب |
جفّ ضرع الشّعر عندي وانطوى | ولكم عاش لمرعى واحتلاب |
........ | |
أيّها السائل عني من أنا | أنا كالشّمس ألى الشّرق انتسابي |
لغة الفولاذ هاضت لغتي | لا يعيش الشدو في بحر اصطخاب |
لست أشكو إن شكا غيري النّوى | غربة الأجسام ليست باغتراب |
أنا في نيويورك بالجسم و بالرّ | وح في الشرق على تلك الهضاب |
في ابتسام الفجر في صمت الدّجى | في أسى " تشرين " في لوعة " آب " |
أنا في الغوطة زهر و ندى | أنا في لبنان نجوى و تصابي |
أنّني ألمح في أوجهكم | دفقة النّور على تلك الرّوابي |
و أرى أشباح أيّام مضت | في كفاح و نضال و وئاب |
و أرى أطياف عصر باهر | طالع كالشّمس من خلف الحجاب |
ليته يسرع كي أبصره | قبل أن أغدو تربا في تراب |