العيون السود
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ليت الذي خلق العــــيون الســــــودا | خــلق القلـــوب الخــــافقات حديدا |
لولا نواعــســهـــــا ولولا ســـحـــــرها | ما ود مـــالك قـــلبه لـــــو صـــــيدا |
عَـــــوذْ فــــــؤادك من نبال لحـاظها | أو مـتْ كمـــا شاء الغرام شهيدا |
إن أنت أبصرت الجمال ولم تهــــــم | كنت امرءاً خشن الطباع ، بليدا |
وإذا طــــلبت مع الصـــــــبابة لـــذةً | فــلقد طــلبت الضـائع المــوجــودا |
يــا ويــح قـــلبي إنـه في جـــــانبي | وأظــنه نـــائي المــــــزار بعـيدا |
مــســـتوفـــــزٌ شــــوقاً إلى أحـــبابه | المـــرء يكره أن يعــــيش وحيدا |
بـــــــرأ الإله له الضــــــــــلوع وقايةً | وأرتـــــــه شقوته الضلوع قيودا |
فإذا هــــــفا بــــــــرق المنى وهفا له | هــــــاجــــت دفائنه عليه رعــــودا |
جــــشَّــــمتُهُ صــــبراً فـــــلما لم يطقْ | جـــشــــمته التصويب والتصعيدا |
لــو أســتطيع وقـيته بطش الهوى | ولـــو استطاع سلا الهوى محمودا |
هي نظرة عَرَضت فصارت في الحشا | نــاراً وصــــار لها الفـــؤاد وقودا |
والحــبٌ صوتٌ ، فهــــو أنــــــــةُ نائحٍ | طـــوراً وآونــــة يكون نشــــيدا |
يهــــب البــواغم ألســـــــناً صداحة | فــــإذا تجنى أســــــكت الغريدا |
ما لي أكــــلف مهـجــتي كتم الأسى | إن طــــال عهد الجرح صار صديدا |
ويــلذُّ نفــــــسي أن تكون شـــقيةً | ويلــذ قلبي أن يكــــــــون عميدا |
إن كنت تدري ما الغـرام فداوني | أو ، لا فخل العــــــــذل والتفنيدا |