البغضاء
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لا تبغض ((الرّوس)) لكن لا تحبّهم | فحربنا حرب أقران لأقران |
ولا ((الفرنسيس)) ما هم بالعداة لنا | لكنّهم غير أصحاب وإخوان |
إنّا نبادلهم والنّع منسدل | لكنّهم بطعن ونيرانا بنيران |
وذي بيارقنا في ((الفوج)) خافقة | وجيشنا ظافر في كلّ ميدان |
قلوبنا ليس فيها غير موجدة | ذو الشّيب فيها وفحم الشّعز سيّان |
نهوى ونحن جموع لا عداد لها | كواحد وكذا نقلى كإنسان |
عدوّنا واحد؛ الكلّ يعرفه | ذاك الحسود الخبيث الماكر الشّاني |
تردّنا عنه أمواج يلوذ بها | سميكة كالنّجيع اليابس القاني |
أرى به، وهو في الطّوفان مختبىء | طوفان غيظ توارى خلف طوفان |
قد أصبح الماء يحميه ويمنعه | الويل للماء منّا إنّه جان |
قفوا أمام القضاء العدل كلكم | وليحلفنّ يمينا كل ألماني |
غليظة كالحديد الصّلب ، صارمة | كالموت ، تبقّى لأزهار وأزان |
أن نبغض البغض لا تبلى مرائره | ولا يقاس ولا يحصى بميزان |
وان نردّده في كلّ ناحية | وأن نكرّره تكرير ألحان |
وأن نعلّم منّا كلّ ذي كبد | أن يبغض القوم في سرّ وإعلان |
بغضا إلى نسلينا بالإرث منتقلا | إلى بنيهم ومن جيل إلى ثاني |
عدوّنا واحد، الكلّ يعرفه | ذاك الحسود الخبيث الماكر الشّاني |
إنكلترا!! | |
ألا اسمعوا أيّها الألمان واعتبروا | فأنتم أهللا ألباب وأذهان |
... في حقل جلس الوّاد كلّم | كمحكم العقد أو مرصوص بنيان |
وقام واحدهم والكأس في يده | كأنّها قبس أو عين غضبان |
فقال: يا قوم ((هذا سرّ يومكم)) | ألا اشربوا ؛ إنّ اليوم سرّان |
مقالة فعلت في الجمع فعلتها | فأصبحوا وكأنّ الواحد اثنان |
ما ضربة السّيف من ذي مرّة بطل | ومستطير اللّظى من قلب صوّان |
ولا السّفينة في التّيار جارية | ولا الشهاب هوى في إثر شيطان |
أمضى وأنفذ منها وهي خارجة | من فيه كالسّهم من أحشاء مرتان |
فضاء من كان في الكأس التي ارتفعت | ومن يريد ويعني القائل العاني؟ |
إنكلترا!! | |
بني بريطانيا نادوا جموعكم | واستصرخوا الخلق من إنس ومن جان |
وابنوا المعاقل والأسوار من ذهب | واستأجروا الجند من بيض وعبادن |
مروا أساطيلكم في البحر ترصدنا | وترصد البحر من موج وحيتان |
تاللّه لا ذي ولا هذي تردّ يدا | إذا رمت دكت البنيان والباني |
لا نبغض الرّوس لكن لا نحبّهم | فحربنا حرب أقران لأقران |
ولا الفرنسيس ، ما هم بالعداة لنا | لكنّهم غير أصحاب وإخوان |
إنّا نبادلهم والنّقع منسدل | طعنا بطعن ونيرانا بنيران |
نأتي ويأتون والهيجاء قائمة | بكل ماض وفتّاك وطعّان |
لكنّما في غد يرخي السّلام على | هذي الوغى وعليهم سترنسيان |
ويمّحي كلّ بغض غير بغضكم | فإنّه آمن من كلّ نقصان |
حقد القلوب عليكم لا يزول وإن | زلتم وزلنا وزال العالم الفاني |
في الأرض بغضكم والماء مثلهما | والبغض في الحرّ مثل البغض في العاني |
الكوخ يبغضكم والقصر يبغضكم | وكلّ ذي مهجة منّا ووجدان |
نهوى ونحن جموع لا عداد لها | كواحد وكذا نقلى كأنسان |
عدوّنا واحد؛ الكلّ يعرفه | ذاك الحسود الخبيث الماكر الشّاني |
إنكلترا!! |