فتنة 13 أبريل
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بورك الصمصام من حكم | بين محكوم و محتكم |
إنّني بعت اليراع به | لا أبيع السيّف بالقلم |
صاح إنّ العزّ ممتنع | نيله إلاّ على الخدم |
إنّما الضرغام سوّده | تابه المرهوب في البهم |
لو يسمّى السيّف ثانية | بات يدعى منقذ الأمم |
فله في الغرب مأثرة | مثلما في الترك و العجم |
ضيف سالونيك مالك في | سجنها ضيف سوى السأم |
ذاك ضيف غير محتشم | إن تحاول طرده يقم |
قد خلت يلديز منك و ما | ذكرها يخليك من ألم |
زلت عنها و هي باقية | عظة للخلق كلّهم |
إن تكن تبغي الرجوع لها | ذاك مقضيّ لدى الحلم |
مرتع الغيد الأوانس بل | مربع الواشين و التهم |
خبّرينا إنّ فيك لنا | حكمة تعلو على الحكم |
خبّرينا كيف عاقبة | البغي ، هل كانت سوى ندم ؟ |
جرت ( يا عبد الحميد ) بنا | غيرأنّ الجور لم يدم |
كنت كالأيام ماقصدت | بالرزايا غير ذي شمم |
ظلت تقري الحوت من جثث | أوشكت تبليه بالتخم |
نعم للبحر تطرحها | يا لها في البرّ من نقم |
و لكم حللت من حرم | و لكم أفسدت من ذمم ؟ |
لم تراع قطّ ذا صلة | لا و لم تشفق على رحم |
راعك الدستور منتصرا | فأثرت الجند ( بالعمم ) |
كاد يلقى منك مصرعه | و هو لم يبلغ إلى الحلم |
ربّ ليل بتّ ترقبه | رقبة السّرحان للغنم |
و نهار كدت فيه له | غير خاش كيد منتقم |
أحسبت القومخ غفلوا | و نسوا ما كان في القدم ؟ |
أم ظننت الشّعب حنّ إلى | إمرأة الخصيان و الخدم ؟ |
أم حسبت الجيش مبتعدا | و هو أدنى من يد لفم ؟ |
لم يطق صبرا على مضض | فأتى يسعى على قدم |
علم من خلفه علم | و كمّي يقتفيه كمّي |
حاط يلديزا فكان لها | كسوار غير منفصم |
ورأت عيناك غضبته | فبكت خوف الرّدى بدم |
شلّ منك التاج مهتضما | من يعاد الشعب يهتضم |
بتّ لا جيش و لا علم | يا صريح الجيش و العلم |
و فشى ما كنت تضمره | فعرفنا ناقص القسم |
كنت مسلوب الكرى حذرا | و لقد أعطيته فنم |
ودع الدّنيا و بهجتها | ما أرى الحسناء للهرم |
لست من طرسي و لا قلمي | إن كبا في حلبه قلمي |
قل لمن راموا مساجلتي | ليس غيري تاجر الكلم |
يا رشاد الملك تهنئة | بالذي أوتيت من نعم |
إن تكن ذاك السجين فيا | ربّ عان غير مجترم |
أنت كالصدّيق أسكنه | فضله في السجن من قدم |
كن لهاذا الشعب يوسفه | ينج من عدم و من عدم |
لست ترضى أن يقال كبا | دون شعب هام بالصّنم |
أنت للشورى نعوّذها | بك من عات و من نهم |
فتقلّد سيف جدّك عث | مان جدّ البيض و الخدم |
و تولّ الملك من أمم | و بجبل الله فاعتصم |
قد شفى مرآك مقتله | من عمى ، و الأذن من صمم |
دمت يا خير الملوك له | غير ما همّ و لا سقم |