أرشيف الشعر العربي

( مسعود )

   ( مسعود )

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

- - -

شربناها على سرّ القوافي و سرّ الشاعر السمح الأبرّ
سقانا قهوتين " بغير من " عصير شجيرة و عصير فكر
فنحن اثنان سكران لحين على أمن ، و سكران لدهر
فمن أمسى يهيم ببنت قصر فإنّا هائمون ببنت قفر
إذا حضرت فذلك يوم سعد و إن غابت فذلك يوم قهر
لها من ذاتها ستر رقيق كما صبغ الحياء جبين بكر
إذا دارت على الجلّاس هشّوا كأنّ كؤوسها أخبار نصر
و نرشفها فنرشف ريق خود و ننشقها فننشق ريح عطر
و لا نخشى من الحكام حدا و عند الله لم نوصم بوزر
فما في شربها إثم و نكر و شرب الخمر نكر أيّ نكر
و ليست تستخفّ أخا و قار و بنت الدنّ بالأحلام تزري
و تحفظ سرّ صاحبها مصونا و بنت الكرم تفضح كلّ سرّ
و للصهباء أوقات ، و هذي شراب الناس في حرّ وقرّ
و تصلح أن يطاف بها مساء و تحسن أن تكون شراب ظهر
فلو عرفت مزاياها الغواني لعلّق حبّها في كلّ نحر
كأنّ حبوبها خضرا و صفرا فصوص زمرد و شذور تبر
كأنّ الجنّ قد نفثت رؤاها على أوراقها في ضوء فجر
ألست ترى إليها كيف تطغى و كيف تثور إن مسّت بجمر
كأنّ نخيل مصر قد حساها و إلاّ ما اهتزاز نخيل مصر ؟
جلوت بها من الأكدار ذهني كما أنّي غسلت هموم صدري
و ما هي قهوة تطهى و تحسى و لكن نفحة من روح حرّ
حوى في شعره عبث ابن هاني وزاد عليه فلسفة المعرّي
فيا لك شاعرا لبقا لعوبا كأنّ يراعه أنبوب سحر
يفيض سلاسة في كلّ لفظ و يجري رقة في كلّ سطر
حوت دار " السمير " هديّتيه و تحوي هذه الأوراق شكري

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (إيليا أبو ماضي) .

الكمنجة المحطّة

المساء

بائعة الورد

حنة مشتاق

عصر الشبيبة


ساهم - قرآن ١