لا تَقْصِدنَّ لحاجة ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا تَقْصِدنَّ لحاجة ٍ | إلا امرأً فَرِحاً بنفسهِ |
أنَّى يُسَرُّ بمدحه | من لا يُسرُّ بضوء شمسِهْ |
أم كيف يهتز امرؤٌ | غَرِضٌ بمهجته وعِرسه |
نكِّب هُدِيتَ من الرجا | ل يُوقَّ جدُّك جُلَّ تعسه |
مِمراضَهُمْ وذميمَهم | وقريبَهُم من وِردِ رمسه |
وعلى ذوي عاهاتهم | يومٌ يدمرهم بِنحسه |
ومُشَهَّريهم في الأنا | م بظلم آملهِم وبخسه |
سخِطَ الإله على أول | ئك إنهم من شر غرسه |
وعدا الزمان عليهمُ | طُراً فألحقهم بأمسه |
فهمُ الألى ما منهمُ | أحد يَمَسُّ ندًى بخمسه |
لَلْنجم أقربُ منهمُ | من كفِّ ملتمسٍ ولمسه |
ومتى كسوتهمُ الهجا | ء فإنه بَهجٌ بلُبسِه |
قد عُوِّدوا مسَّ الهوا | ن فما لهم حَفلٌ بمسه |
يفدون كل سمَيْدعٍ | لم يَشْق سائله بعبسه |
كأبي المهنَّد إنه | كيقينِ راجيه وحدسه |
ملكٌ يعجِّل بالعطا | ء ولا يرى إعمالَ حبسه |
وإلى الأَجلِّ من الفعا | ل تراه يجنح لا أخسِّه |
يبني على أساسه | وِقِوامُ بنيانٍ يأسه |
ألقى هواه على البريْ | ية ِ إنَهم أبناء جنسه |
ومتى استُثير عُرامُه | لقي الأسودُ جهيزَ فرسه |
قبلَ الجِلادِ عناقُهُ | وجلادهُ من قبل دعسه |
وطعانهُ قبل النضا | ل يُمرُّ ذلك طولَ حرسه |
فترى الليوثَ هوارباً | منه إذا نَذِرتْ بجرسِهْ |
وإذا خلا من مَغرمٍ | ضخمٍ فذلك يومُ وَكسه |
وإذا اجتلى من مَدْحه | بِكراً فذلك يومُ عُرْسه |
جعل الإله عليه وا | قية ً تقيه مثلَ بأْسه |
وثنى إليه عن الخلي | فة وجهَ ممتاح وعَنْسِه |
فهما هواه وهمُّه | وإمامه من قبل درسه |
همَسَتْ إليَّ بفضله | آثارهُ من قبل همسه |
مثل المغني أنبأتْ | عن حذقه نغماتُ جَسِّه |
من كان يُعكَس مدحهُ | فالمدح فيه بغير عكسه |
لا يفخرنَّ ذوو العلا | إن المفاخرَ تاجُ رأسه |