تركْنا لكُمْ دنياكُمُ وتخاضَعَتْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تركْنا لكُمْ دنياكُمُ وتخاضَعَتْ | بِنَا هِمَمٌ قد كُنَّ فوق الفراقِدِ |
لئن نِلْتُمُ منها حُظوظاً لقد غَدتْ | نفوسُكُمُ مذمومة ً في المشاهدِ |
كسوْتُم جُنوباً منكُم لِبْسَة َ القِلى | وعرَّيْتُمُوها من لباس المحامد |
فإن فخرت بالجود ألسُنُ معشرٍ | عَضِضتُم على صُغْرٍ بُصمِّ الجلامد |
تَسمَّيْتُمُ فينا مُلوكاً وأنْتُمُ | عبيدٌ لما تحوي بطونُ المزاودِ |
ومكَّنْتُمُ أذقانَكُمْ من نُحوركُمْ | كأنَّكُمُ أولادُ يَحيَى بن خالدِ |
فلو أن أعناقاً تُمَدُّ لخيركُمْ | لقلَّدْتموها خاملاتِ القلائدِ |
متى آل وهب يَرْتَجي الرِّيَّ حائمٌ | إذا كنتُم مُلاَّكَ سُبْل المواردِ |
لقد ذُدْتُمونا من مشارِبَ جَمَّة ٍ | وغَرَّفْتُمُ في غمرها كلَّ جاحدِ |
وأحيَيْتُمُ دينَ الصَّليبِ وقمْتُمُ | بتشيِيدِ أعْمارٍ وهدْمِ مساجدِ |
وإبطال ما كان الخليفة جعْفَرٌ | تخيَّرَهُ زِيّا لكلِّ مُعاندِ |
ومَلَّكْتُمُ لَيْثاً كُنوزاً مصونة ً | ببذْلٍ لأعراضٍ ومنْع مواعدِ |
فكل الذي أظهرتُمُ من فَعَالكُمْ | دليلٌ على تصديق خُبْث الموالد |
لكم نعمة ٌ أضحتْ لضِيق صُدوركُمْ | مُبَرَّأَة ً من كل مُثْن وحامدِ |
كَسَبْتُمْ يساراً وأكتَسبتم ببخلِكُمْ | شَناراً عليكم باقياً غير بائدِ |
فإن هي زالت عنكُمُ فزاولُها | يُجدِّدُ إنعاماً على كل ماجدِ |
ولو أن وهباً كان أعْدى أكفَّكُم | على البخل من جُود استه بالأوابدِ |
لظلَّتْ على العافين أسْمَحَ بالندى | من الهاطلات البارقات الرواعدِ |
وعَلَّ سَمِيَّ المبْتَلى في جبينه | سيأخذ بالثارات من كل فاسدِ |