الرضا بالميسور وعدم التطلع لما عند الآخرين
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
علاج الترفالرضا بالميسور وعدم التطلع لما عند الآخرين
الرضا بالميسور وعدم التطلع لما عند الآخرين:
يتعرض الإنسان في حياته لمغريات كثيرة جداً ويرى أشياء لا يستطيع الحصول عليها ولا يمكنه الوصول إليها لأسباب كثيرة، وعند ذلك لابد له من القناعة بما في يده وعدم الطمع فيما لا يمكنه أن يحصل عليه قال أبو ذؤيب الهذلي:
والنفس راغبةٌ إذا رغَّبتها ♦♦♦ وإذا تُرد إلى قليلٍ تقنعُ
وليعلم أن هذا التطلع راجع أصلاً إلى طبيعة النفس الإنسانية من الرغبة فيما عند الغير والولع بكل ما ليس لديها ولعله لهذا السبب أرشد النبي صلى الله عليه وسلم من رأى امرأة فأعجبته أن يأتي أهله فعن جابر بن عبدالله (أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة، فدخل على زينب فقضى حاجته وخرج) وقال: (إن المرأة إذا أقبلت، أقبلت في صورة شيطان.
فإذا رأى أحدكم امـرأة فأعجبته فليأت أهله، فإن معها مثل الذي معها ).
رواه الترمذي و ابن حبان وصححه الألباني.
وفي رواية: (فإذا رأى أحدكم امرأة أعجبته فليأت أهله، فإن ذلك يردّ ما في نفسه).
وهذا بيان لعلاج الشهوة إذا أثارتها رؤية امرأة أخرى بحيث لا ينساق الإنسان وراء شهوته حتى يركب الحرام وإنما يعالجها بالحلال، وفيه بيان أن النساء سواء فإذا أتى أهله ردّ ذلك ما في نفسه من شهوة إلى النساء الأخريات، وهذا علاج لهذا المرض الذي يثيره إتباع شعار (هل من جديد).
تذكر مواضع النقص في الملذات[1]:
وهذا علاج لهذا المرض الذي يثيره إتباع شعار (هل من جديد؟) فتجد صاحبه يقلب نظره يمنة ويسرة يبحث عن ما يزيد ناره اضطراماً؛ ولو أنه تذكر مواطن النقص فيما يشتهيه ويتلذذ به لقلل ذلك من قيمته لديه.
وفي روضة المحبين أن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: إذا أعجب أحدكم امرأة فليذكر مناتنها.
والأمر كما قيل:
لو فكرَ العاشق في منتهى ♦♦♦ حسن الذي يسبيهِ لم يسبِهِ
[1] أفاد هذه الفائدة الأخ الفاضل الشيخ أسامه الرتوعي حين مراجعته للبحث شكر الله له.