أَحِبَّاؤنا ما كان لي عنكُمُ صبرُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَحِبَّاؤنا ما كان لي عنكُمُ صبرُ | وهل لِصبورٍ عن أحبته عذرُ |
فيا ليتَ شِعري عنكُمُ كيف كنتُمُ | وكيف التي من وجهها يطلعُ البدر |
ومَن نشرها مِسْكٌوألحاظها سحرٌ | ومَبسِمُها دُرٌّوريقتها خمر |
وقد زَعَمتْ ألاّ تزالَ كعهدنا | وإن طال بي غَيْبٌ وطال بها العُمْرُ |
وإني لأَخشى والزمانُ مُغَيِّرٌ | على النأْي يوماً أن يميل بها الغدر |
وكيف بمُشتاقٍ تضمَّن جسمَهُ | على شوقِه مِصرٌ ومُهجَتَه مِصْر |
أقام الحرب الزَّنج في دار غربة | حوادثُها في أهلها القتل والأسر |
ومن دونه هولٌومن تحته ردًى | ومن فوقه سيفٌومن تحته بحر |
إذا شام برقاً لاح من نحو أرضه | تضايقَ عما ضمَّ من وَجدِه الصبر |
وبَلَّتْ دماً مِنْ بعد دمعٍ رداءه | لدى خلوات منه أجفانُه الغُزر |
وإن رام من حَدِّالبطيحة مَطْلِعاً | ثَنَتْ شأوَهُ عنه المواصير والجِسر |
كفى حزناً أن المُقِلَّ مُشَردٌ | وذو الخفض في أحبابه مَن له وفرُ |
إذا كان مالي لا يقوم بهمَّتي | سماحاً وإن أوفَى على عُسرتي اليُسرُ |
ففيمَ اجتهادي في محاولة الغنى | وما للغنى عند الجواد به قَدْر |
يفوز بجمع المال من كان باخلاً | وما ليَ إلا الحمدُ من ذاك والشكر |
وما أنا إلا محرزُ المجد والعلا | وذلك كَنزي لا اللُّجَيْنُ ولا التبر |
فإن يقضِ لي اللهُ الرجوعَ فإنه | علَيَّ له أن لا أفارقَكُمْ نذر |
ولا أبتغي عنكم شُخوصاً وفُرقة ً | يَدَ الدهر إلا أن يُفرقَنا الدهرُ |
فما العيش إلا قربُ من أنت آلِفٌ | وما الموتُ إلا نأيُهُ عنكَ والهجرُ |