لو دَرَى كيف مَوقعُ العذلِ مني
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لو دَرَى كيف مَوقعُ العذلِ مني | كفَّ من غَربهِ وأقصر عني |
لجَّ يلحى على المُدَام خليعا | سَلبتْ عقله عقيلَة ُ دَنِّ |
قَسَم الدهرَ بين طاسٍ وكأس | ثم خِلٍّ مساعد ومُغن |
لا تَلُمني إذا عَصَيْتُكَ في ال | كأس فأما إذ أطعتُ فلمني |
وشَمولٍ أرقَّ من دَمع مُشتا | قٍ إذا انغلَّ بين جَفنِ وجَفنِ |
عُتقتْ في الدنانِ حتى استفادت | بعد حين نسيمَ جَنة ِ عدنِ |
وكَساها المُقامُ لوناً تحلَّت | فيه من كأْسها كرقَّة ِ ذهن |
عانسٌ تقهَرُ الشبابَ عجوزٌ | بنت قَرنٍ من الزمانِ وقَرْن |
سالمتها حوادثُ الدَّهرِ دهراً | فأتت وهْي غاية ُ المُتمنِّي |
فهْي مثلُ اليقين صِرفاً وتبدو | لك إن شُعْشِعَتْ كوَهْم وظن |
قهوة ٌ عن طرائف الطِّيب تُقْهِي | شاربيها إذا أُديرت وتُغني |
وإذا ما أدارها دائرُ الأصْ | داغ حُلو الكلام بِدْعُ التثني |
خِلْتَ شَمْسا تدورُ في كَفِّ بدرٍ | بين هذا وتيك أهيفُ غصن |
وقِفارٍ لا إنْسَ فيها خَلاءٍ | تُحسر العينَ مثل ظهر المجن |
فَدْفَدٍ مُقْشَعِرَّة ِ النبت قاعٍ | غيرِ معهودة ٍ بواكف مُزن |
صبحتني إلى أبي الفضل فيها | عَزْمة ٌ تُبعد الغرام وتُدني |
وظُنونٌ نفتْ أذى السَّيْرِ عني | وحمتْني من كلِّ سَهْلٍ وحَزْن |
وأيادٍ ألفتُها منه بيضٌ | هي أَجدى من ثَرَّة الفيض دُكْن |
سيِّدٌ لي إنْ هاضَ دهرٌ جناحي | جَبَرتْ راحتاه كَسْري وَوَهْني |
إن عرتْني مُلَّمة ٌ كان رُكْني | أودهتْني عضيهة كان حِصني |
يهدمُ المالَ في ابتناءِ المعالي | بيدٍ ثَرَّة ٍ تَشيدُ وتَبْني |
بَدْر تمٍّ في بهجة وعلو | فات بالجود كلَّ مُطْرٍ ومُثني |
وأخو السيِّد الذي ليس يفنَى | عَدُّ آلائه بل العَدُّ يُفني |
الهُمام الذي أذلَّ صعاب النْ | ناس قَسُرا بالعدل لا بالتظني |
القريبُ البعيدُ والضاحك القا | طبُ والمستثير كالمستكن |
المُهَنيِّ بكلِّ نصرٍ وفَتْح | وظُهورٍ على العِدا لا المُهَنِّي |
جمعَ اللهُ كلَّ فضل وحُسْنٍ | في الحسين الموفَّى على كل حسن |
وأبي الفضل ذي الندى والأيادي | والمعالي محمد الحُرِّ أعني |
مُنعِشي لا عدمتُهُ ومُرِيشي | ومُعيني على الزمان ورُكني |
والذي لو جحدتُ نُعماه حاشا | ي لقامتْ آلاؤه الغُرُّ تُثْني |
أنا رهنٌ بشكره عن أيادي | ه ولكنني علِقْتُ برهني |
أيها النَّجد خانني فيك مدحٌ | كان أذكى الأشياء لو لم يخُنِّي |
كيف يَسْطيعُ أن يُجازِيَ عَنْ | جودِك بعضي يا مالكَ الكُلِّ مِني |
لك نعتٌ يجوزُ وصْفي ونعتي | ببلاغي عن المقال وظني |
ويدٌ تستهل من غير ما ضَنْ | نٍ ومن يَمُنُّ من غير مَنِّ |
وحجى ً يغلبُ الحجي ودهاءٌ | جلَّ فيه عن كل إنس وجن |
وطباع أرقُّ من حال راجي | ك وخُلْق مُسْتَحْسنٌ غيرُ شَثن |
واهتشاشٌ إلى العُفاة ِ بوجْهٍ | طَلْق للعفاة ِ ضاحِك سِنِّ |
وعطاءٌ بلا عناء ويا رُبْ | بَ عطاءٍ جَمِّ المِطال مُعَنِّي |
يا بديعَ الجمالِ في كُلِّ حلٍ | وغريبَ الكمالِ في كل فَنِّ |
أنت أخْرسْتَني عن الدهر بالجو | د ولولا الحسين كنت أُزَنِّي |
أنت أطلقتني من السجن والإع | دام سجنٌ يضيق عن كل سجن |
فسأُسني لك المديحَ فما زل | ت فدتك النفوسُ تُعطي فتُسني |