هبْ من زمانكَ بعضَ الجدّ للعبِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
هبْ من زمانكَ بعضَ الجدّ للعبِ | و اهجرْ إلى راحة ٍ شيئاً من التعبِ |
ما كلُّ ما فات من حظًّ بليتهُ | عجزٌ ولا كلُّ ما يأتي بمجتلبِ |
لا تحسبِ الهمة َ العلياءَ موجبة ً | رزقاً على قسمة الأقدارِ لم يجبِ |
لو كان أفضلُ منْ في الناس أسعدهم | ما انحطتِ الشمسُ عن عالٍ من الشهبِ |
أو كان أسيرُ ما في الأفق أسلمهم | دام الهلالُ فلم يمحقْ ولم يغبِ |
يا سائقَ الركبِ غربياً وراءك لي | قلبٌ إلى غير نجدٍ غيرُ منقلبِ |
تلفتاً فخلال الضيقِ متسعٌ | و ربٌّ منجذبٍ في زيً مجتنبِ |
قفْ ناديا آل بكر في بيوتكمُ | بيضاءُ يطربها في حسنها حربى |
لما رأت أدمة ً نكراً وغائرة ً | شهباءَ راكضة ً في الدهم من قضبى |
لوتْ وقد أضحكتْ رأسي الخطوبُ لها | وجهاً إلى الصدّ يبكيني ويضحك بي |
لا تعجبي اليومَ من بيضائها نظراً | إلى سنيّ فمن سودائها عجبي |
ما زلتُ علماً بأنَّ الهم محترمٌ | عمرَ الشبيبة ِ أبكيها ولم أشبِ |
وسومُ شيبٍ فإن حققتِ ناظرة ً | فإنهنّ وسومٌ فيَّ للنوبِ |
ترى نداماي ما بين الرضافة ِ فال | بيضاءِ راوين من خمرٍ ومن طربِ |
أو عالمين وقد بدلتُ بعدهمُ | ما دارُ أنسى وما كأسي وما نشبي |
فارقتهم فكأني ذاكراً لهمُ | نضوٌ تلاقت عليه عضتا قتبِ |
سقى رضايَ عن الأيام بينهمُ | غيثٌ وبان عليها بعدهم غضبي |
إذ نسكب الماءَ بغضاً للمزاج به | و نطعمُ الشهدَ إبقاءً على العنبِ |
يمشي السقاة علينا بين منتظرٍ | بلوغَ كأسٍ ووثابٍ فمستلبِ |
كأنما قولنا للبابلى أدر | حلاوة ً قولنا للمزيدي هبِ |
فدى على جبانُ الكفَّ مقتصرٌ | من الفخار على الموروث بالنسبِ |
يرى أبوه ولا ترضى مكارمه | الأرضُ صحت وأودى الداءُ بالعشبِ |
و مشبعون من الدنيا وجارهمُ | بادى الطوى ضامرُ الجنبين بالسغبِ |
قل للأمير ولو قلت السماءُ به | مفضوحة ُ الجودِ لم تظلمْ ولم تحبِ |
أعطيتَ مالك حتى ربَّ حادثة ٍ | أردتَ فيها الذي تعطى فلم تصبِ |
لو سمتَ نفسك أن ترتاضَ تجربة ً | بحفظ ذاتِ يدٍ يومين لم تطبِ |
كأنّ مالكَ داءٌ أنت ضامنه | فما يصحك إلا علة ُ النشبِ |
لو كان ينصفك العافون لاحتشموا | بعضَ السؤالِ فكفوا أيسرَ الطلبِ |
يا بدرَ عوفٍ وعوفُ الشمسُ في أسدٍ | و أسدٌ شامة ٌ بيضاءُ في العربِ |
أنتمْ أولو البأسِ والنعماءِ طارفة ٌ | أخباركم وعلى ً تلدٌ من الحقبِ |
أحلى َ القديم حديثاً جاهليتكمْ | و قصُّ أسلافكم من رتبة الكتبِ |
ما كنتمُ مذ جلا الإسلامُ صفحتهُ | إلا سيوفَ نبيًّ أو وصى َّ نبي |
بكم بصفينَ سدَّ الدينُ مسكنهُ | و آلُ حربٍ له تحتال في الحربِ |
و قام بالبصرة الايمانُ منتصباً | و الكفرُ في ضبة ٍ جاثٍ على الركب |
حتى تقيلتها إرثاً وأفضلُ ما | نقلتَ دينك شرعاً عن أبٍ قأبِ |
إذا رأيتَ نجيباً صحَّ مذهبهُ | فاقطع بخيرٍ على أبنائه النجبِ |
لا ضاع بل لم يضعْ يومَ انتصرتَ به | و أنت كالوردِ والأعداءُ كالقربِ |
و قد أتوكَ براياتٍ مكررة ٍ | لم تدر قبلك ما اسمُ الفرّ والهربِ |
تمشي بهم ضمرٌ أدمى روادفها | غرورُ فرسانها بالفارسِ الذربِ |
لما دعوتَ عليا بينهم ضمنتْ | لك الولاية َ فيهم ساعدُ العطبِ |
حكت رؤسَ القنا فيه رؤسهمُ | حتى تموهتِ الأعناقُ بالعذبِ |
و طامعٌ في معاليك ارتقى فهوى | و هل يصحُّ مكانُ الرأسِ للذنب |
ما كان أحوجَ فضلا تمّ فيك إلى | عيبٍ بعوذه من أعين النوبِ |
أحببتكم وبعيدٌ بين دوحتنا | فكنتُ بالحبَّ منكم أيَّ مقتربِ |
و ودُّ سلمانَ أعطاه قرابتهُ | يوما ولم تغنِ قربى عن أبي لهبِ |
و رفعَ الصونُ إلا عن مناقبكم | أسبابَ مدحيَ في شعري وفي خطبي |
فما تراني أبوابُ الملوك مع ال | زحام فيها على الأموال والرتبِ |
قناعة ٌ رغبتْ بي عن زيارة مس | دولِ الستورِ وعن تأميلِ محتجبِ |
و لي عوائدُ جودٍ منك لو طرقت | تستامُ ملككَ لم تحرمْ ولم تخبِ |
ملأتُ بالشكر قلبَ الحافظ الغزلِ ال | فؤادِ منها وأذنَ السامعِ الطربِ |
فرأى ُ جودك في أمثالها لفتى | أتاك بالحرمتين الدينِ والأدبِ |
و منْ توسلَ في أمرٍ فما سببٌ | إليك أوكدُ في الأمرين من سببي |