أنت على حالتيك محمودُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أنت على حالتيك محمودُ | إن كان بخلٌ لديك أو جودُ |
يشقى ويرضى بك الفؤادُ كما الط | رفُ إذا ما رآك مسعودُ |
يا غصناً دهرهُ الربيعُ فما | يفترقُ الماءُ فيه والعودُ |
فات بك الحسنُ أن تحدَّ ولل | بدر بما انحط عنك تحديدُ |
قم حدث الليلَ عن أواخره | إن مقامَ الصبوح مشهودُ |
يا ظبيُ لو بتّض فيه عدتَ وقد | عنَّ ظباءٌ ببابلٍ غيدُ |
أما ترى الفطرَ صائحا نورزوا | حلّض حرامٌ وانحلَّ معقودُ |
و البدر يدعو بحاجبٍ حاجبٍ | للعيدِ بشرى هنالك العيدُ |
فاسبق بها الشمسَ أختها لهبا | بقاؤها في الزمان تخليدُ |
صان اليهوديُّ خدرها أن يف | ضَّ الختمُ أو تؤخذَ المقاليدُ |
عدَّ رجلا من قومه لهمُ | في فضلها عنده أسانيد |
سنَّ له اللهوُ أن يعظمها | فهي له في الدنان معبودُ |
حمراءُ ما فازت الأكفُّ به | من لونها في الخدود مردودُ |
من فم إبريقها إلى شفة ال | كأس عمودُ الصباح ممدودُ |
دينٌ من اللهو أنت عن باب إب | ليسَ متى حدتَ عنه مطرودُ |
تغنمَّ اليومَ من سرورك وال | ساعة َ إن الزمان معدودُ |
ما دام يدعونك الفتى مرحا | و الغصنُ فينانُ والصبا رودُ |
غدا بياضٌ يا قاتل الله ما | تنشقّ عنه من بيضك السودُ |
لا تجمعُ الشيبَ والسرورَ يدٌ | و لا يتمُّ الثراءُ والجودُ |
لا أخلفَ المالَ غيرُ متلفهِ | إن الغنى َّ البخيلَ مكدودُ |
يا راكبا لم تلحهُ هاجرة ٌ | و لا ترامت بشخصه البيدُ |
و لم تقدْ حظه مخاطرة ٌ | تنضي إليها المهرية ُ الفودُ |
بين مناه وبينه غرضُ ال | رامي سدادٌ منه وتعضيدُ |
قل لابن عبد الرحيم عشتَ فما | يعدمُ فضلٌ وأنت موجودُ |
ملكك المجدَ أنّ بابك مف | توحٌ وبابَ الأرزاقِ مسدودُ |
يزدحم الناس فيه راجين را | ضين وحوضُ الكريم مورودُ |
و أن عافيك والمكلفُ مش | نوءٌ مرادٌ لديك مودودُ |
لا هو في الذلّ بالسؤال ولا | بالمنَّ فيما مننتَ مكدودُ |
يختلفُ الناس من كرامته | عندك منْ قاصدٌ ومقصودُ |
و البشرُ حتى يقالَ بارقة ٌ | و الحلمُ حتى يقالَ جلمودُ |
يلبسك المدحُ كلَّ ضافية ٍ | لها بطول الإخلاق تجديدُ |
درُّ المعالي فيها يوصفك من | ظومٌ ووشيُ الألفاظِ منضودُ |
تخبرُ منه ما أنت ناقده | و أكثر الإنتقادِ تقليدُ |
و الشعر ما لم توجدك آيتهُ | إلا القوافي والوزنَ مفقودُ |
يتعبُ فيه الموفرون له | و هو مع المسهلين موؤود |
بقيتَ منه لزائراتك بالثناء | ِ غيدا أكفاؤها الصيدُ |
كلّ فتاة ٍ محدوها يومَ تب | غى الحظَّ إما أتتك مجدودُ |
صديقها أنتَ والحسود بها | و بي على القرب منك مفؤودُ |
في وجهه البشر حين يسمعها | خوفا وفي قلبه الأخاديدُ |
يطربُ منها للشيء يحزنهُ | و اسمُ بكاءِ الحمامِ تغريدُ |
لا اجتاز عيدٌ إلا عليك وإن | أجزتَ أن تمطلَ المواعيدُ |