إلمامُها أهدَى إلى الصَّبِّ لَمَمْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إلمامُها أهدَى إلى الصَّبِّ لَمَمْ | إذ طَرَقَتْ وهْناًفَحَيَّتْ من أَمَمْ |
لاعِبة ٌ زارَتْ مُجِدّاً لَعِبَتْ | به السُّرى والأرحبيَّاتُ الرُّسُمْ |
باتَتْ تُريه البانَو هو مُغْرِبٌ | في حَمْلِه الوردَ الجنيَّ والعَنَمْ |
و طَلعة ًسالَم ضوءُ صُبحِها | ظلامَهاو الصُّبحُ حَربٌ للظُّلمْ |
و قد عفا مَنزِلُها بقلبِه | كما عفا منزلُها بذي سَلَمْ |
أحَلَّها منه مَحَلاًّ صَدَداً | لا الرِّيحُ تَعفوهُ ولا صَوبُ الدِّيَمْ |
يا كَذِبَ القُربِ المُفيدِ نِعمة ً | منهاو يا صِدْقَ البُعادِ المُنتَقِمْ |
لا تُنْكِراً فَرطَ سَقاميإنما | حَمَلْتُ عن أجفانِها بَعضَ السَّقَمْ |
آنستُ منها بخَيالٍ آنسٍ | يُسابِقُ الغُمْضَإذا الغُمْضُ أَلَمّ |
و عارضٍ أكلأُ منه بارِقاً | كالنارِ شَبَّتْ في ذُرى طَوْدٍ أَشَمّ |
إذا ادلهمَّ ابتسمَتْ لشائمٍ | أقطارُهفاختلفَتْ منه الشِّيَمْ |
كأنه نَشوانُ جَرَّ ذَيلَه | فكلَّما رِيعَ انتضَى عَضْباً خَذِمْ |
حتى إذا الرَّعدُ انبرَتْ ألسُنُه | كأنما يَخلِطُ لَحْناً بِكَلِمْ |
فاطَّرَدَ الماءُ على أرجائِه | و نارُه من كلِّ أفقٍ تَضطَرِمْ |
و حلَّت الرِّيحُ نِطاقَ مُزْنِه | فعادَ منه البَرُّ بحراً مُلتَطِمْ |
قُلْناو قد أخجلَ فيضَ جُودِه | جُودُ ابنِ فَهْدٍكَرَمٌ بعدَ كَرَمْ |
العارِضُ المُختالُ من إنعامِه | و بأسِه ما بينَ نُعْمى ونِقَمْ |
مُسَلَّطُ البأسِ على أعدائِه | و مُؤثِرُ الجُودِ على الأمرِ المُهِمّ |
بَنَتْ أياديه بِهَدْمِ مالِه | سُورَ عُلا للأَزدِ غيرَ مُنهدِمْ |
ثناؤُنا زَهْرُ الرَّبيعِ المُجتلى | و جُودُه صَوبُ الرَّبيعِ المُنسجِم |
كم قالَ مَنْ يسمعُ مَدحي ويرى | إحسانَهعاش زهيرٌ وَ هَرِم |
لا أعدَمَ اللّهُ الأَنامَ ظِلَّه | فقد أَزالَ الخَوفَ عنه والعَدَمْ |
هذاو يَومٍ تكتسي البِيضُ به | لَوْناًو تكسو لونَها سُودَ اللِّمَم |
كأنه لَيلٌ بَهيمٌ خَطَرَتْ | فيه منَ الشُّمِّ البَهاليلِ بُهَم |
أُسْدٌ لَهامن بِيضِها وسُمرِها | جَداوِلٌ مُطَّرَداتٌ وأَجَمْ |
يَنثُرُ بالطَّعْنِ أَنابيبَ القَنا | كما وَهي سِلكُ الفِرِنْدِ المُنتَظِم |
أقامَإذ عَرَّدَ فيه قِرنُه | بالسَّيفِ في قلبِ العَجاجِ مُعتَصِمْ |
حتى تَجلَّى النَّقعُ عن أسيافِه | كما انجلَى عن وَضَحِ الشَّيْبِ الكتَم |
يا أقربَ الناسِ مَنالاً في النَّدى ؛ | و أبعدَ الناسِ مَراماً في الهِمَم |
صُمْتَفأعطَيْتَ الصِّيامَ حقَّه ؛ | و رُبَّ ذي صَوْمٍ خِداجٍ لم يَصُم |
فانعَمْ بفِطْرٍ حَسُنَتْ أيامُه | حتى لَخِلْناها من الحُسْنِ نِعَمْ |
وافاكَو الغَيْثُ عَميمٌ والرُّبى | ضاحكة ٌ بالزَّهْرِو النَّبْتُ عَمَمْ |
فاغتَنِمِ العَيشَ الذي من حَقِّه | إذا صَفَتْ أيامُه أن يُغتَنَمْ |
و حَمِّلِ الكأسَ الهُمومَإنَّها | مَطِيَّة ٌ للهَمِّ يحدوها النِّعَمْ |
مُذْهَبَة ٌ تَبسِمُ عن حَبابِها | مثلَ جَنى النَّرجِسِ جَادَفابتَسَمْ |
و اجتَلِها عَذراءَ لم تأْتِ بها | غادَة ُ نَهَّابٍ تَعَدَّىو ظَلَمْ |
كأنها زَهْرَة ُ رَوْضٍ أَشرَقَتْ | أجفانَها المُزنُ بِدَمْعٍ مُنسَجِمْ |
و خَيرُ هذا الشِّعرِ ما تَلبَسُه | من ثِقَة ٍ في الشعرِ غيرِ متَّهَمْ |