هُمُ صَرَموا حبلَ الهَوى فَتصَرَّما ؛
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
هُمُ صَرَموا حبلَ الهَوى فَتصَرَّما ؛ | و هُمْ أَمَرُوا الأَحشاءَ أن تتضرَّما |
تَنادَوا لتفريقِ الفريقِفأَصبَحَتْ | مَدامِعُنا تَنْدَى لفُرقَتِهِم دَما |
سلامٌ على مَنْ سارَ قَلبُ مُحبِّه | إليهفلم يَرْجعْ صَحيحاً مُسلَّما |
حَبيبٌ حَمانا الكاشحونَ عِناقَه | عَشِيَّة َ راحَ الحَيُّ من أَبرُقِ الحِمى |
يَحُلُّ عُقودَ الدُّرِّ دمعاً ومَنْطِقاً | و يَنظِمُها حَلْياً عليه ومَبْسِماً |
أماطَ عَنِ العَذْبِ اللِّثامِ لِثامَه | فعادَ بديباجِ الحياءِ مُلَثَّما |
و كلَّمني جَفْناهُ بالدَّمعِ خِفْيَة ً | فَهَمَّ غَليلُ الشَّوقِ أن يتكلَّما |
فِراقٌ شَرِبْنا الموتَ صِرْفاً بِكأسِهِ | فيا طِيبَهُ لو كانَ صاباً وعَلْقماً |
وناعِمَة ٍ تُثْنى على حُسْنِ قدِّها | إذا ما ثَنَّى نَعْمَة ً أو.... |
دَعَتْني لِشُرْبِ الجاشريَّة ٍ بعدَما | تَوَسَّدْتُ وَرْدَ الزّنْدِ رَوْداً مُهَوِّما |
فقلتُ أَدِيري حِلَّهاأو حَرامَها | فليسَ الحَرامُ من يديكِ مُحرَّما |
شَرِبْنا على الإحْسانِ والحُسنِ ليلة ً | رَأَيْنا بها الإِحسانَ والحُسنَ تَوأَما |
و رَطْبَ لآلي الحَلْيِ لمَّا تَبَسَّمَتْ | إليه مَصابيحُ البُروقِ تَبسَّما |
تَضَوَّعَ تَحتَ القَطْرِحتى كأَنَّما | غَدا القَطْرُ يَسقيهِ الرَّحيقَ المُقدَّما |
وَ دَيَّمَ صَوبُ المُزْنِ فيهكأنَّه | نَوالُ أبي إسْحَاقَ صَابَ فدَيَّما |
أَغَرُّ يَراهُ النَّاسُ غُرَّة َ دَهْرِهِمْ | إذا كان دَهْماءُ البَرِيَّة ِ أَدْهَما |
جَوادٌ لو استسقَيْتَ ماءَ شَبابِه | لَحَنَّ به نَوْءٌ عليك وأَرْزَما |
إذا ما سَقَتْ يُمْنَاهُ رَيّاًو قُبِّلَتْ | توَهَّمْتَ يُمناه الحطيمَ وزَمزَما |
يَصولُ به فردٌإذا ما تنكَّرَت | صروفُ اللَّيالي كان جيشاً عَرَمْرَما |
إذا غَمَزَتْ آراؤُه البَغْيَ غَمْزَة ً | تقوَّمَ فيها مَيْلُهُ وتحطَّما |
أَيَدْري الغَبيَّانِ اللّذانِ تَناهَبا | مَحاسِنَ شِعْري أيَّ نَهْبٍ تَقَسَّما |
و أَيَّ عُقودٍ خُضْتُ سبعة َ أبحُرٍ | لجَوْهَرِها المَنْثورِ حتى تَنَظَّما |
أَبيتُ له سِلْمَ السُّهادِإذا عَرا | و حربَ الكَرى حتى يَصِحَّ ويَسلَما |
فيَصدُرُ عن رَاووقِ فِكْرٍكأنَّه | يُرَوِّقُ جِريالاً من الخَمْرِ عَنْدَما |
فلمَّا غَدا عَضباً صقيلاً وذابِلاً | خَطيراًو ملمومَ السَّراة ِ مُسوَّما |
و ثَقَّبَ للأَعناقِ دُرّاً مُفَصَّلاً | و نَشَّرَ للأعطافِ وَشْياً مُسَهَّما |
تَهَضَّمَهُ ذِئْبانِ لم يَرَيا له | أخا ثِقَة ٍ يَحميهِ أن يُتَهَضَّما |
مُغيرانِلو طافَا على حينِ غفلَة ٍ | من الناسِبالبيتِ الحرامِ لأحرَما |
لقد قَصُرَتْ أيديهِما عن مَنالِه | زَماناًو لكن صيَّرا البُهْتَ سُلَّما |
فلو ضَمَّهُ بينَ السِّماكَيْنِ مَعْقِلٌ | و دافعَ عنه الحَينُ لم يَنْجُ مِنهُما |
و لو مَنَعَتْه أن يُضامَ جَهَنَّمٌ | لَخاضا إليه مُقْدِمَيْنِ جهَنَّما |
لقد ظَلَما من كلِّ غَيداءِ حُرَّة ٍ | كَلاماً لو اسطاعَ الكلامَ تَظَلَّما |
عَذارَى فمِن مشغوفَة ٍ بحَليلِها | مُتَيَّمَة ٍ تَشتاقُ منه متيما |
و معصومَة ٍ إن عايَنَتْ عَيْنَ رِيبَة ٍ | تُلاحِظُها غَطَّتْ بَناناً ومَعصِما |
إذا احتازها البَعلُ الجديدُ مُعَرِّساً | أقامت على البَعلِ المُفارقِ مأتَما |
سُبينَفباشَرْنَ المَحارِمَ عَنوة ً | و عَزَّ عليها أن تُباشِرَ مَحرَما |
و ما لَمَسَ المغرورُ شَوكَة َ عَقْرَبٍ | و لكنه من غِرَّة ٍ فَرَّ أرقَما |
و أَخْلِقْ بِكَفٍّ لا تَكَفُّ بَنانُها | عن الرَّقْشِ أن تَرفَضَّ لحماً وأعظُما |
يَمينُ الفَتى عُضوٌ عليه مُكَرَّمٌ | فلا تَمتَهِنْ عُضواً عليك مُكَرَّما |
لعلَّ وَزيرَ المَلْكِ يَحكُمُ بَيْنَنا | فيُصبحَ فينا مَجهلَ الأمرِ مَعلَما |
و إني لأرجو منه صُبحَ قَضِيَّة ٍ | يُمَزِّقُ جِلباباً من الشَّكِّ مُظْلِما |
إذا ما بَلَوْتُ الصَّابِئينَ وجدتُهُم | فَرِيقَيْنِصبّاً بالسَّماحِ ومُرغِما |
سَحائبُ مَعْروفٍ إذا المَحْلُ أقبلَت | سُنُوهُ وأقمارٌ إذا الخَطْبُ أَظلَما |
و كتَّابُ مَلْكٍ لا تَطيشُ سِهامُهُم | إذا فوَّقوا للحادثِ النُّكْرِ أسهُما |
دَعَوْتُ أبا إسْحاقَ للعَدْلِ مُنْصِفاً | و رُبَّ فتى ً يَدعوه للبَذلِ مُنعِما |
و شيمَتُه أن يَسْتَهل لِظالمٍ | إذا لاذَ مَظلومٌ به مُتَظَلِّما |