إذا السَّحابُ حَداه البرقُ مَجْنُوبا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إذا السَّحابُ حَداه البرقُ مَجْنُوبا | و حَثَّ منه وَميضُ البرقِ شُؤْبُوبا |
و حنَّ حتى أجابَ النَّبْتَ حَنَّتَه | كأنه مُذكِرٌ أشجانَها النِّيبا |
و حمَّلَ الريحَ حِمْلاً لا كِفاءَ له | يُعيدُ مَنكِبَه بالثِّقْلِ مَنكوبا |
و سارَ جَحفلُه في الجوِّ وانتشرَتْ | أعلامُهفحَباها البرقُ تَذهيبا |
و خِيلَبينَ ضِرامٍ ساطعٍ وَحَيَاً | أبو الفوارسِ مَرجُوّاً ومَرهوبا |
فجاد حَيّاً أُرَوِّي في زيارتِهم | خوفاً وظنّاً أُوَرِّي عنه تغييبا |
و إن حَمى البينُ عَذْباً من موارِده | إلا خيالاً يَزيدُ القلبَ تَعذيبا |
و ربَّما جَنَّبتْ ريحُ الجنوبِ حَياً | رَدَّ الجَوى فيه حتى عادَ مَربوبا |
و شبَّ لي في سوادِ الليل بارقُه | فخِلْتُه في سوادِ القَلبِ مَشبوبا |
أقولُ والرّيحُ تَثْني من أعِنَّتِه | على الثَّنِيَّة ِ أَلاَّ رُحْتَ مَسلوبا |
أرضٌإذا نُسِجَتْ فيها مَطارِفُها | زادَتْ لطِيبِ الثَّرى أطرافُها طِيبا |
لا تستغيثُ إلى الأنواءِ تُربتُها | إذا استغاثَ إليها التَّرْبُ مَكروبا |
دَساكِرٌو رياضٌ حينَ ساعدَني | دِينُ البَطالَة ِ كانت لي محاريبا |
و ما تَنَمَّرَ جِلبابُ الغَمامِ بها | إلا كسا الرَّوْضَ من نَهرٍ جَلابيبا |
كأنما الغيثُمُرفَضّاً بعَقوتِها | نُعْمى الأميرإذا ارفَضَّتْ شآبيبا |
الواهبِ النفْسَ للأرماحِ في نَشَبٍ | يُعيدُهُ في طِلابِ الحَمْدِ مَوهوبا |
بينا تراه وأسلابُ الملوكِ له | رأيْتُه بسِجالِ العُرفِ مَسلوبا |
كالغيثِ يَبسِمُ للرُّوَّادِ بارِقُه | و ربَّما عادَ في الأعداءِ أُلْهُوبا |
أقامَ للرِّفْدِ سُوقاً من مَكارِمِه | يُضحي الثَّناءُ إليهاالدَّهرَمَجلوبا |
و دَرَّتِ الجُودَ وَعْداً صادقاً يَدُه | و كان ظَنّاً على الأياتمِ مَكذوبا |
حِلمٌ ومَكرُمَة ٌما دارَ بينَهما | إلا أراكَ هِضاباًأو أهاضيبا |
يُقابلُ الخَصْمُ منه مَنْطِقاً ذَرِباً | و القِرْنُ أزرقَ ماضي الحدِّ مَذْرُوبا |
أَغَرُّ لا تَخْضِبُ الصَّهباءُ راحتَه | حتى يَرُدَّ القَنا رَيَّانَ مَخضوبا |
أقولُ للمُبتغي إدراكَ سُؤدُدِهِ | خَفِّضْ عليكَ فليسَ النجمُ مطلوبا |
إنْ تسألِ السِّلمَ تَسْلَمْ من صَوارِمِه | أو تُؤثِرِ الحربَ تَرجِعْ عنه مَحروبا |
كم من جَبينٍ أنارَ السيفُ صفحتَه | فعادَ طِرْساً بحدِّ السَّيفِ مَكتوبا |
و كم له في الوغى من طَعنة ٍ قتلَتْ | عِداهأو نثَرت رُمحاً أنابيبا |
قومٌ إذا جَرَّدوا البِيضَ الرِّقاقَ حوَوْا | جُردَ الصَّواهلِ والبِيضَ الرَّعابيبا |
بَادُونَ للعِزِّ يَبدو ضَوءُ نارِهِمُ | لَيلاً إذا باتَ ضَوءُ البرقِ مَحجوبا |
يُعِدُّ من تَغلِبَ صِيداً غَطارِفَة ً | أَضحى مُغالِبُهُم في الحربِ مَغلوبا |
أَرسَوا قِبابَهم في البرِّو اتَّخذوا | سُوراً عليه من الأَرماحِ مَضروبا |
إليكَوافَتْ بنا الآمالُ مُهدِية ً | دُرَاً إلى لُجَجِ الأَفكارِ مَنسوبا |
من كلّ ِمَخدومة ِ الألفاظِ خادمة ٍ | على نَفاسَتِها الغُرَّ المَنا جيبا |
و كم لأفكارِنا من سِلْكِ قافية ٍ | أصابَ دُرَّ مَساعٍ منك مَثقوبا |