أَقصَرَ الزَّاجِرُ عنه فازدَجَرْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَقصَرَ الزَّاجِرُ عنه فازدَجَرْ | و طوَى اللائمُ ما كانَ نَشَرْ |
حمَلَ الغَيُّ عليه أَصْرَه | فإذا قيلَ ارعوى عنه أصرّ |
قائلٌإنْ نُذُرُ الشَّيبِ بدَت | في عِذاريهو ما تُغْني النُّذُرْ |
شَعَرٌ ماتَ على مَفرِقِهِ ؛ | و حياة ُ المرءِ في مَوْتِ الشَّعَر |
و شبابٌ جَفَّ إلا شَجَرٌ | مُوجِفٌ منهو كم يبقَى الشَّجَر |
يا خليليَّ اطلُبا وِتْرَكما | تَجِداه بين كأسٍ ووَتَر |
ساقني مُستَشرَفُ الدَّيرِو قد | راحَ صَوبُ المُزنِ فيه وبكَر |
أهواءٌ رَقَّ في أرجائِهِ | أَم هوى ً راقَفما فيه كَدَر |
و خُدودٌ سفَرَتْ عن وَرْدِها | أَم ربيعٌ عن جَنى الوَرْدِ سفَر |
مَجلِسٌ يَنصرِفُ الشَّرْبُو ما | طُويَتْ من بَسطَة ٍ تلك الحِبَر |
و كأنَّ الشَّمسَ فيه نثرَتْ | ورَقاً من بينِ أوراقِ الشَّجَر |
بينَ غُدْرٍ يَقَعُ الطَّيرُ بها | فتراهُنَّ رِياضاً في غُدُر |
و ثَرى ً يَشهَدُ بالطِّيبِ له | عَبَقٌ حالفَ أطرافَ الأُزُر |
و غيومٌ نشرَتْ أعلامَها | فلها ظِلٌّ علينا مُنتَشِر |
و نسيمٌ عطَّرَ الرَّوضَفإنْ | طارَ في الصُّبحِ ارتديناه عُطُر |
نحنُ في ظلِّ وصالٍ سجسجٍ | ناعمِ الآصالِ فَينانِ البُكَر |
و إذا الدَّهرُ رمانا صَرفُه | فبِعَمَّارِ بنِ نَصْرٍ ننتَصِرْ |
يا أميراً خضعَ الدَّهرُ له | فغَدا يفعلُ طُرّاً ما أَمر |
و إذا الجَدبُ عَرا كان حيّاً ؛ | و إذا الخَطبُ دَجى كان قَمر |
و إذا هُزَّ لمَعروفٍ مضَى | كالحُسامِ العَضبِإنْ هُزَّ بتَر |
صادقُ البِشْرِ ترى ماءَ النَّدى | يرتقي في وَجْهِهِ أو يَنحَدِر |
فلهُ فيه اطِّرادٌ كامِنٌ | كاطِّرادِ الماءِ في العَضْبِ الذَّكَرْ |
قلتُإذ بَرَّزَ سَبْقاً في العُلى | أَإلى المَجْدِ طريقٌ مُختصَر |
إنْ تكُنْ تَغلِبُ يوماً وَسَمتْ | صفحة َ الدَّهرِ بيومٍ مَشتَهَر |
فبنو الحارثِ فيهم وَزَرٌ | حينَ لا يُنجي من الدَّهرِ وَزَر |
فعَدِيٌّ غُرَرُ المَجدِإذا | قُسِمَ المجدُ حُجولاً وغُرَر |
مَعشَرٌلولا أحاديثُ النَّدى | عنهم لم يَعرِفِ الناسُ السَّمَر |
يا أبا اليقظانِ أيقظْتَ النَّدى | فملأْتَ البدوَ منه والحَضر |
و لكَمْ أرديتَ من مُستلئِمٍ | صادِقِ الإقدامِ يحمي ويَكُرّ |
و الضُّحى أَدهمُ النَّقعِ فإنْ | ضَحِكَتْ فيه الظُّبا كان أغَرّ |
مَوقِفٌ لو لم يكنْ ناراً إذاً | لم تكنْ زُرْقُ عَواليهِ شرَر |
يُنظَمُ الطَّعنُ على أبطالِهِ | و عُقودُ الهامِ فيه تنتشِر |
و كأنَّ الشَّمسَ في قَسطَلِهِ | كاعبٌ أسبلَ سِجْفَيْها الخَفَر |
فتوخَّيتَ بهِ حمدَ العُلى | و القَنا يَخطِرُ محمودَ الأَثَر |
و ثَنَيْتَ الخيلَ عنه لابِساً | حُلَّة َ النَّصْرِمُحلًّى بالظَّفَر |
قد تقَضَّى الصّومُ محموداًفعُدْ | لهوى ً يُحمَدُأو راحٍ تَسُرّ |
أنتَ والعيدُ الذي عاودْتَه | غُرَّتا هذا الزمانِ المُعتَكِر |
لَذَّ فيك المدحُ حتى خِلتُه | سَمَراً لم أشْقَ فيه بسَهَر |