إنْ عادَه بعدَ السُّلُوِّ غَرامُه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنْ عادَه بعدَ السُّلُوِّ غَرامُه | فَلَه من الدَّمْعِ المَصونِ سِجامُه |
لا غَرْوَ إنْ غَرِيَ العَذولُ بِلَوْمِه | طالَتْ صَبابَتُهُفطالَ مَلامُه |
ما هاجَ عَهْدَ الشَّوقِ إلا مَعْهَدٌ | رامَتْ بقلبي في الهَوى آرامُه |
و أَنا الفِداءُ لمَنْ أصابَ مَقاتِلي | باللَّحظِ مِنْ خِلَلِ السُّجوفِ سِهامُه |
أبدَى لنا البدرَ المُبِينَ جَمالُه | و شَمائِلَ الغُصْنِ الرَّطيبِ قوامُه |
أَسْيَانُ يَكسِرُ للسَّلامِ جُفونَه | و لو استطاعَ شَفَى الغَليلَ سَلامُه |
إنِّي وإن عَرَمَ الزَّمانُ لَعائِذٌ | بالصَّبْرِ ما استولَى عليَّ عُرامُه |
مُستَصْحِباً عَزْماً مُضيئاً في الدُّجى | تجري بفَاجِعَة ِ النَّوى أحكامُه |
أَجْني بِهِ ثَمَرَ القَريضِفأَصْطَفي | منه الذي يُعيي سِوايَ مَرامُه |
فزِمامُ أبكارِ القَصائدِ في يَدي | و المجدُ في كَفِّ الأميرِ زِمامُه |
بدرُ العَلاءِ إذا بَدافعَلَيهِ مِنْ | بَدرِ السَّماءِ ضياؤُه وتَمامُه |
و إذا تبَسَّمَ واستَهَلَّفَعارِضٌ | لاحَتْ بَوارِقُه وفاضَ غَمامُه |
نَفسي فداءُ عَليٍّ الباني العُلى | فلقَد عَلَتْ بِعُلُوِّهِ أيَّامُه |
مَلِكٌ يَليقُ به الثَّناءُفيغتدي | كالرَّوْضِ يُشِرقُ نَثرُه ونِظامُه |
رَدَّ السَّماحَو قد تقادَمَ عَهدُهُ | مُخضَرَّة ً عَرَصاتُه وإِكامُه |
و بَنَتْ يَداه لِتَغْلِبٍ شَرَفاً عَلَتْ | فَوقَ النُّجوم قِبابُه وخيامُه |
أيُّ الفَضائلِ يُرتَجَى إدراكُها | من مُغْرَمٍ بالمجدِ طالَ غَرامُه |
أَنَوَالُهُ يومَ النَّدى أَمْ بِشْرُه | و سَطاهُ يومَ الرَّوْعِ أَمْ إِقدامُه |
وَسَمَ الزَّمانَ بِوَقْعَة ٍ عَدَوِيَّة ٍ | سِيَّانِ فيها عَزمُهُ وحُسامُه |
أَوضَحْتَ نَهْجَ المَكرُماتِ فنَهْجُها | بادٍ سَناهُمُنيفَة ٌ أعلامُه |
و وَصَلْتَ للإسْلامِ بأسَكَ مُقْدِماً | بِضياءِ عَزمِكَفاستنارَ ظَلامُه |
في مَوْقِفٍ صَبَغَتْ سُيوفُكَ أرضَه | بِدَمِ العِداة ِفما يَثورُ قَتامُه |
لو لَم يَعُذْ فيه الدُّمُسْتُقُ هارِباً | عندَ الكَريهَة ِ ما عَداهُ حِمامُه |
وَدَّ البَرِيَّة َ أن عُمرَكَ دائمٌ | و كذا الربيعُ يُحِبُّ منه دَوامُه |
لو أنَّ جُودَ يَدَيْكَ غَيْثٌ وابِلٌ | عَمَّ البِلادَ رَذاذُهُ ورِهامُه |
فالحمدُ مَضروبٌ عليك رِواقُه ؛ | و المجدُ مَقْضِيٌّ لديكَ ذِمامُه |
و إذا أناطَ بكَ الرَّجاءِ مُؤَمِّلٌ | صَدَقَتْ مُناهو حُقِّقَتْ أحلامُه |
إنَّ الأميرَ أعادَ لي نَهْجَ الغِنَى | و أعادَ في عُودي النَّدى إنعامُه |
و بنَيْلِه أُلْبِسْتُ ثَوْبَ صِيانَة ٍ | عَمَّن يَذُمُّ نَوالَه مُعتامُه |
فكسوتُه دِيباجَ مَدْحٍ مُشْرِقٍ | حَسُنَتْ مَعانيهِو قَلَّ كلامُه |