تذكَّرَ نَجداًفحنَّ ادِّكارا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تذكَّرَ نَجداًفحنَّ ادِّكارا | و أرَّقَه البرقُ لَمَّا استطارَا |
أماتَت صبابتُه صَبْرَه | و كان يَرى أن يموتَ اصطِبارا |
و جارَ الهَوى فاستجارَ الدموعَ | إذا لم يجِدْ غيرَها مُستجارا |
وقَفْنافكم خَفَرٍ عارضٍ | يُعَصْفِرُ وَرْدَ الخدودِ احمِرار |
و أُدْمٍإذا رامَ ظُلمَ الفِراق | عُذْنَ بِفَيْضِ الدُّموعِ انتصارا |
يَجُدْنَ عليَّ بأجيادِهِنَّ | و يُبدينَ لي الوردَ والجُلَّنارا |
و إن أَعْرَ من سَلوة ٍأو أَحِدْ | عَنِ الرُّشدِ لم يكسُني الغَيُّ عارا |
فغَدْرُ المحبِّ سوادُ العِذارِ | إذا خلعَ الحبُّ منه العِذارا |
و حاشا لغاوي الصِّبا أن يُقالَ | عصَى غَيَّه وأطاعَ الوَقارا |
وَ بِكْرٍإذا جَنَّبَتْها الجَنوبُ | حسِبْتَ العِشارَ تؤمُّ العِشارا |
ترى البرقَ يبسِمُ سِرّاً بها | إذا انتحبَ الرَّعدُ فيها جِهارا |
إذا ما تَنَمَّرَ وَسميُّها | تَعَصفَرَ بارِقُهافاستطارا |
يُعارِضُها في الهواءِ النَّسيمُ | فَيَنْشُرُ في الرَّوْضِ دُرّاً صِغارا |
تَكادُ تسيرُ إليه الرياضُ | إذا اطَّرَدَ الماءُ فيهافسَارا |
فطَوْراً تَشُقُّ جيوبَ الحَياءِ ؛ | و طوراً تَسُحُّ الدُّموعَ الغِزارا |
كأنَّ الأميرَ أعارَ الرُّبا | شمائلَه فاشتملْنَ المُقارَا |
هو الغيثُ تغنَى به بلدة ٌ | و أخرى تَحِنُّ إليه افتقارا |
أيادٍسحائبُها ثَرَّة ٌ | تفيضُ رَواحاً وتَهمي ابتكارا |
و باعٌإذا طالَ يومُ اللقاء | غادرَ أعمارَ قومٍ قِصارا |
و لن يرهَبَ السَّيفَ حتى يَرى | على صفحة ِ السيفِ ماءً ونارا |
أبا الحسَنِ اخترْتَ حُسْنَ الثَّناءِ | و مثلُكَ مَنْ يُحسِنُ الاختيارا |
و كم قد وَطِئْتَ ديارَ العِدا | على الرُّغمِ منهمفجُستَ الدِّيارا |
بخيلٍ تَمُدُّ عليها الدُّجَى | و بِيضٍ تَرُدُّ عليها النُّهارا |
و أطلعْتَ فيها نجومَ القَنا | فليست تَغورُإذا النجمُ غارا |
و يومَ المدائنِإذ زُرْتَها | و قد منعَتْها الظُّبا أن تُزارا |
و خاضَتْ جيادُكَ فيها الدِّماءَ | و من قبلُ جاءَت تُثيرُ الغُبارا |
فلو أنَّ كِسرى بإيوانِها | لأَهدَتْ سَطاك إليه انكسارا |
سَقَيْتَ الرِّماحَ دِماًفانثنَتْ | نَشاوى كأنْ قد شَرِبْنَ العُقارا |
يُقصِّرْنَ إذ طُلْنَ خَطْوَ العِدا | و يُبدينَ في كلِّ نحرٍ عِثارا |
و كم من ملوكٍ تواعدْتَهم | على النأيِ منهمفماتوا حِذارا |
جريْتَفأنضَيْتَ شأوَ الرِّياحِ | و جاوزْتَ في السَّبْقِ من أن تُجارى |
نأيتَفأصبحْتَ جارَ الفُراتِ | و كنتَ لدِجلَة َمن قبلُجارا |
فقد عُذْنَ منك بمستَلئِمٍ | يُبيحُ التَّليدَ ويَحمي الذِّمارا |
بغيثٍ يجودُإذا الغيثُ ضَنَّ | و ليثٍ يَثورُإذا النَّقْعُ ثارا |
و أغلَبَ إن سارَ في تَغلِبٍ | سمعْتَ لسُمرِ الرِّماحِ اشتِجارا |
تغارُ عليه قوافي المديحِ | فيأبَيْنَإن رَيْتَإلا ابتِدارا |
و حُقَّ لقافية ٍ لم تكُنْ | مآثرُه حَليَها أن تَغارا |
لأَذكَرَني بِشرَه عارضٌ | أضاءَ دُجى اللَّيلِ حتَّى أنارا |
و مرَّ على الرَّوضِ مَرَّ الخليعِ | يُغنِّيو يَسحَبُ فيه الإزارا |
فأيقنْتُ أن سأُطيعُ النَّوى | و أَعصي الهَوى صائراً حيثُ صَارا |
دَعَتْكَ الثُّغورُو قد عاينَتْ | حِماماً مُطِلاًّ وحَتْفاً بَوارا |
و صادفَ بعدَك وفدُ الثَّناء | وِرْداً ثِماداً ورَبعاً قِفارا |
يَقولون إن طرَقَتْ أزمة ٌ | أأنْجدَ ذاك النَّدى أم أغارا |
فليسَ المحلُّ مَحَلاًّ لهم | إذا فَقدوكَو لا الدراُ دارا |