صَبابة ٌ مِنك في تَماديها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صَبابة ٌ مِنك في تَماديها | و لوعة ٌ خَطَراتُ الشَّوقِ تُبدِيها |
فالوجدُ يُظهِرُها إن رُحتُ أُكْمِنُها | و الدمعُ يَنْشُرُها إن بِتُّ أَطوِيها |
كم في الظَّعائنِ من رِيمٍ لواحظُه | تُميتُ أنفاسَهاطَوراً وتُحيِيها |
و عَبرة ٌ في احمرارِ الخدِّ حائرة ٌ | كأنما مَرَحُ الصَّهباءِ جَارِيها |
هي الظِّباءُ فإن رِيعَت بِوَشْكِ نَوَى ً | رعَى القلوبَ بألحاظٍ تَوالِيها |
أَغرَى بيَ الوجدَ منهنَّ القُدودُفإنْ | رُمتُ السُّلوَّ ثَنَى قلبي تَثَنِّيها |
لا أزجُرُ الدَّمعَ إن هَمَّت سَواكبُه | و النفسُ قد بَعُدَت منها أمانِيها |
سقاكَ بالمَوْصِلِ الزَّهراءِ مِن بلَدٍ | جَوْدٌ مِن الغَيثِ يحكي جُودَ أَهلِيها |
أَأَندُبُ العَيشَ فيها أم أنوحُ على | أيامِها أم أُعزَّى عن لَيالِيها |
أرضٌ يَحِنُّ إليها مَن يُفارِقُها | و يَحمَدُ العيشَ فيها من يُدانِيها |
مَيْساءُ طَيِّبَة ُ الأنفاسِ ضاحكة ٌ | تكادُ تهتزُّ عُجْباً من نَواحِيها |
تَشُقُّ دِجلة ُ أَنوارَ الرِّياضِ بها | مثلَ الصَّفيحة ِ مَصقولاً حَواشِيها |
لا أَملِكُ الصَّبرَ عنها إن نَأَيتُ ولَو | عُوِّضتُ من ظِلِّها الدُنيا بِما فِيها |
مَحَلُّ قَومٍ ينوبُالدَّهرَجُودُهُمُ | عَنِ السَّحائبِ إن ضَنَّت هَوامِيها |
و دَوحة ٌ بفروعِ الأزدِ باسقة ٌ | يَفنَى الزمانُو لا تَفنَى مَساعِيها |
ما نابتِ المجدَ والعلياءَ نائبة ٌ | إلاّ وَ جُودُ بني فَهدٍ تُحلِّيها |
إنَّ المكارمَ أخلاقٌ تَسَرْبَلَها | أبو الفوارسِ فاختَالَتْ به تِيها |
مَواهبٌ كُلَّما راحَت رَوائحُها | من راحَتَيه غَدَت تَهمي غَوادِيها |
و هِمَّة ٌ لاتزالُ الدَّهرَجارية ً | معَ الكواكبِ في أَعلى مَجارِيها |
و عَزمة ٌ يَنطوِي اللَّيلُ البَهيمُ بها | كأنَّما الصُّبح جُزْءٌ من تَلالِيها |
عَمَّت فَواضلُه الدُنيافَهِمَّتُه | إسعافُ طالبِهاأو فَكٌّ عَانِيها |
يَحوِي المُنى قبلَ بَذْلِ الوجهِ آمِلُه | إذا الملوكُ انثنَى باليأسِ رَاجِيها |
أبا الفوارسِكم أوليتَ من نِعَمٍ | سِيَّانِ في الجُودِ دَانيها وقَاصيها |
وكم تَسَربلتَ مِن سِربالِ مَكرُمة ٍ | جَلَّت ولكنَها دَقَّت مَعانِيها |
شمائلٌ مِنك يُخجِلْنَ الرِّياضِإذا | تَبسَّمَ النَّوْرُ غَضّاً في مَغانِيها |
كأنما الغَيثُ خُلقٌ مِن خَلائِقها | أو المنِيَّة ُ إِسمٌ من أسامِيها |
لأَصفحَنَّ عن الأيَّامِ إذ صفَحَتْ | عنِّي بأفعالِك الحُسنى مَساوِيها |
يا آلَ فهدٍ أقامَت في ديارِكُمُ | نُعمى يُواصِلُ صَفوَ العَيشِ صَافِيها |
فإنَّ بأسَكُمُ أَمنٌ لِخائِفها | كما نَوالُكُمُ رَيٌّ لصَادِيها |
إنَّ المكارِمَ أعطَتكم أَزِمَّتَها | فليسَ غيرُكُمُ في الناسِ يَحوِيها |