ناديكَ من مطرِ الإحسانِ ممطورُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ناديكَ من مطرِ الإحسانِ ممطورُ | و مُرتَجيكَ بغَمْرِ الجُودِ مَغمورُ |
و البِيضُ ظِلٌّ عليكالدهرَ منتشرٌ | و النَّقعُ جَيبٌ عليكالدهرَمَزرورُ |
و الشِّرْكُ قد هُتِكَتْ أستارُ بَيضَتِه | بحدِّ سيفِكَو الإسلامُ مَنشورُ |
كم وقعة ٍ لك شَبَتْ في ديارِهِمُ | ناراًو أشرقَ منها في الهُدى نُورُ |
بنهضَة ٍ خَرَّ فُسطاطُ الكَفورِ لها | خوفاًو أذعنَ بالفُسطاطِ كافورُ |
إن تَشْتَكِ الحَدَثُ الحَسناءُ حادثة ً | سَعى بها حائنٌ منهم ومَغرورُ |
فإنَّها نَشوة ٌ وَلَّتْ عُذوبتُها | و خَرَّ ذو التَّاجِ عنهاو هو مخمورُ |
يستنقِصُ الوِتْرَ من أعدائهِ مَلِكٌ | عدوُّهُ حيثُ كانَالدهرَموتورُ |
مجاورٌ وَزَراً منهو هل وَزَرٌ | و السَّيفُ في يد سيفِ اللّه مشهورُ |
يا مَنْ يَمُنُّ على الأسرى فيأسِرُهم | عِلْماً بأنَّ طليقَ المَنِّ مأسورُ |
و مَنْ لَدَيْهِ رياضُ الحَمدِ مُونِقَة ً | فزَهرُها فيه منظومٌ ومنثورُ |
إنْ تَعمُرِ السُّورَأو تُهمِلْ عَمارَتَه | فإنَّه بك ما عُمِّرْتَ مَعمورُ |
مَحلُّكَ الغابُ يحمي اللَّيثَ حَوزَتُه | فإن خَلا منه يوماًفهو مَجذُورُ |
للّهِ سُورٌ على الأيامِ يكلَؤُهُ | و أنتَلا شكَّ فيهذلك السُّورُ |
حَمَيْتَهُ برماحِ الخَطِّ مُشرَعَة ً | و كلُّ حُصْنٍ سوى أطرافِها زُورُ |
أنتَ الهُمامُ الذي مَنْ هَمِّهُ أبداً | جَرُّ الحديدِو ذيلُ النَّقعِ مَجرورُ |
من أُسرة ٍ قهَروا كِسرى وأسرتَه | و النَّاسُ مهتَضَمٌ منهم ومقهورُ |
لهم من البَرِّ مُصطافٌ ومُرتَبَعٌ | و مَحْضَرٌ في ظِلالِ الحَضْرِ مَحْظورُ |
و لا معاقلَ إلا كلُّ سابِغَة ٍ | يطوي الفِجاجَ سَناهاو هو منشورُ |
و كوكبٌ في ذُرى سمراءَ مُغرِبَة ٍ | إذا تمادَى القنانَحرٌ وتَامورُ |
تَمَلُّ فارسَكَ المذكورَ في شِيَمٍ | بمثلِها الذَّكَرُ الصَّمصامُ مذكورُ |
وافى ومَولِدُهُ المُوفي يخبِّرُنا | بأنَّه ناصرٌ للمجدِ منصورُ |
جَرَى فِرِنْدُ أبيه في مَضارِبِه | فجاءَ وهو حديدُ الحَدِّ مأثورُ |
فعاشَ ما نَشَرَ الدَّيجورُ حُلَّتَه | و ما انطوَى بضياءِ الفَجْرِ دَيجورُ |
حتى نراهو حَدُّ السَّيفِ في يدِهِ | مُثلَّمٌو سِنانُ الرُمحِ ماطُورُ |
إنَّ السَّماحَة َ أخلاقٌ عُرِفْتَ بها | و المَكرُماتُ حَديثٌ عنكَ مَسطورُ |
و الدَّهرُ يا بْنَ أبي الهيجاءِ يفعلُ ما | أمرْتَهفهو مَنْهيٌّو مأمورُ |
لو هَمَّ بأسُكَ بالطَّوْدِ الذي شَمَخَتْ | هِضابُهُ لَهَوَى من بأسِكَ الطُّورُ |