سُهادي فيكَ أعذبُ من رُقادي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سُهادي فيكَ أعذبُ من رُقادي | و غَيِّي فيكَ أحسنُ من رَشادي |
و إن حَلَّ الفِراقُ عُقودَ دَمعي | و بيَّنَتِ النَّوى ما في فُؤادي |
فما زالَتْ غَوادي الدَّمعِ تُبْدي | خَفِيَّ الوَجْدِ للظُّعْنِ الغَوادي |
مَهاً لو مُلِّكَت غَرْبَ التَّنائي | لآثَرَتِ الدُّنُوَّ على البُعادِ |
مَريضاتُ الجُفونِإذا انتَحَتْنا | بأسهُمِهاصَحيحاتُ الوَدادِ |
فمِنْ نَشوانَ من شَوْقٍ طَريفٍ | أَضَفْناهُ إلى شَوْقٍ تِلادِ |
و كم للبَيْنِ من شَوْقٍ طَريفٍ | أضفناه إلى شَوْقٍ تِلادِ |
و يومٍ لو مَلَكْتُ قِيادَ صَبري | بهِ أَلفَيْتَني صَعْبَ القِيادِ |
نُصِرْتُ على الهَوى بالدمعِ فيه | كما نُصِرَ الأميرُ على الأعادي |
فتى ً كالدَّهْرِ يُسعِدُ مَنْ يُوالي | بأنعُمِهِو يُشقي مَنْ يُعادي |
ترى الأقدارَ تَنجُدُ فيه نَجْداً | رَحيبَ الباعِ يَخطِرُ في النِّجادِ |
سَديدَ الرأي والرُّمحِ استقامَتْ | طَرائِقُهُ على طُرُقِ السَّدادِ |
و أبيضَ في سوادِ الخَطْبِ يَسري | بعَزْمٍ في سَوادِ اللَّيلِ هَادِ |
بفَرْعٍ من عَدِيٍّ بينَ ماضي | غِرارِ العَزْمِأو واري الزِّنادِ |
فلاحَ سَناهُ في زَمنٍ بَهيمٍ | و ذابَ نَداه في سَنَة ٍ جَمادِ |
رَمَيْتَ ذوي العِنادِو قد تَمادَوا | سَفاهاًفي العَداوة ِ والعِنادِ |
بجيشٍ للمَنايا فيه جيشٌ | شديدُ البأسِ في النُّوَبِ الشِّدادِ |
إذا ماجَ الحديد ُضُحى ً عليه | حَسِبْتَ البرَّبحراً ذا طِّرادِ |
بِبيضٍ أخلَصَتْ حتى أقامَت | عَمُودَ الصُّبحِ في ظُلَمِ الدآدي |
و سُمْرٍ سُمِّرَتْ فيهنَّ زُرْقٌ | هَوادٍ في النُّحورِ وفي الهَوادي |
إذا صَدَرَتْ عَنِ الأجسادِ خِيلَتْ | مُضمَّخَة َ الصُّدورِ منَ الجِسادِ |
فأَلْبَسْتَ الخِلافة َ ثَوْبَ عِزٍّ | غَداة َ لَبِستَ قَسْطَلَة َ الجِيادِ |
و أنتَ مُظّفَّرٌ في يومِ سَعْدٍ | مَحا إشراقُه ظُلَمَ البِلادِ |
رأيْنا اللَّيْثَ في غابِ العوالي | بهو الشمسَ في ظِلِّ الأيادي |
سَلِمْتَ لنَشْرِ عارفة ٍ رُفاتٍ | تَعُمُّو دَفْعِ نائبة ٍ نآدِ |
فكم حلَّتْ بساحتِكَ الأماني | فلم يَصْدُرْنَ عن وِرْدٍ ثِمادِ |
و كم قصدَتْكَ أبكارُ القَوافي | فلم يَقنَعْ نَوالُكَ باقتصادِ |
أرى مَنَّ الحُسينِ بلا امتنانٍ | و إحسانَ الحسينِ بلا نَفادِ |
خِلالٌ كلُّها رَوْضٌ أَريضٌ | قريبُ العَهْدِ من صَوْبِ العِهادِ |
يَفوزُ بها كريمٌ عن كريمٍ | و يَحويها جَوادٌ عن جَوادِ |
زفَفْتُ إليه من مَدحي عَروساً | مُعَرَّسة َ الهَوى في كلِّ نَادي |
بألفاظٍ عَذُبْنَفهنَّ أشهى | إلى الصَّادي من العَذْبِ البُرادِ |
سَوادٌ في بياضٍ لاحَ حتى | حَسِبناهُ بياضاً في سَوادِ |
و إن بدأَتْ مواهبُهو عادَت | فمَدحي عائدٌ فيه وبَادي |