طَلَعتْ شموسُ الخِدْرِ كَيْمَا تَغْرُبا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
طَلَعتْ شموسُ الخِدْرِ كَيْمَا تَغْرُبا | و بدَتْ مَحاسنُها لِكَيْ تتغيَّبا |
فكَفاه أن يَصِفَ الصَّبابة َ ناطقاً | دَمعٌإذا وصفَ الصَّبابة َ أطنَبا |
يا حَبَّذا شمسٌ جلَتْ عنها النَّوى | فجلَتْ على الصَّبِّ الشَّنيبِ الأشنَبا |
و تعمَّدَتْه بِلَحظَة ٍ لو أنَّها | سَهمٌ لَجازَ عن الشَّغافِ مُخضَّبا |
قامَتْ تُمّيِّلُ للعِناقِ مُقوَّماً | كالخُوطِ أَبدعَ في الثِّمارِ وأَغرَبا |
حملَتْ ذُراهُ الأُقْحُوَانَ مُفَضَّضاً | يَسقي المُدامة َ والشَّقيقَ مُذَهَّبا |
و أَبَتْ وقد أخذ النِّقابُ جَمالَها | حركاتُ غصنِ البانِ أن تَتَنَقَّبا |
ما كنتِ إلا البدرَ فارقَ حُجْبَه | حتى إذا شِمْناه عادَ مُججَّبا |
فغدَوْتُ لا أدري أكان له الحِمى | لَمَّا تغيَّبَ مَشرِقاًأو مَغرِبا |
فإذا الحَيا أعطى الرِّياحَ قِيادَه | فانقادَ تَجْنُبُهُ الجَنوبُ أو الصَّبا |
فسقَى محلاًّ بالعَقيقِ وخُلَّة ً | و رُبى ً بأطرافِ الغَميمِ ورَبرَبا |
ما لي رأيتُ الدَّهرَ وكَّلَ صَرْفَه | بالقُلَّبيِّ الشَّهْمِ كيفَ تَقلَّبا |
ساويت جِدّاً في مَخيلَة ِ لاعبٍ | و النَّدبُ ليسَ يَجِدُّ حتى يَلعَبا |
و مُعرِّضٍ لي بالطِّرادِ خَسَأتُه | و متى رأيتَ اللَّيثَ طاردَ ثعلبَا |
فَلْيَثْوِ في رَمْسِ الخُمولِفإنني | نارٌ تضرَّمُ في ذُؤابَة ِ كبكبا |
هيهاتَ جانبْتُ السَّفاهَ وأهلَه | حَدَثاًفكيف أرى السَّفاهة َ أشيَبا |
و أَحلَّني عِزُّ الأميرِ مَحلَّة ً | لو رامَني فيها الزَّمانُ تهيَّبا |
عُدْنا بمُبْيَضِّ الصَّنائعِ راضياً | منهو مُحمرِّ العَواملِ مُغضَبا |
غَمْرِ المَواهبِ لا يُساجِلُ مُرغِباً | في المكرماتِ ولا يُطاولُ مُرهِبا |
و مُمنَّعٍ يُردي العدوَّ إذا ارتدَى | بالسَّيفِ أو يحبُو الوليَّ إذا احتَبا |
و أَغَرَّ لو نَطَقَتْ رِحابُ مَحَلِّه | قالَتْ لطُلاَّبِ المَكارمِمَرحَبا |
ناضلْتُ منه بذي السَّدادِ فما هَفَا | و ضربْتُ منه بذي الفَقارِفما نَبا |
و صَحِبتُ أيامَ المَشيبِ بِجُودِه | مُبْيضَّة ًفذمَمتُ أيامَ الصِّبا |
بَشَرٌ كمِصباحِ الحَيا وخَلائِقٌ | تَخبو لبَهْجَتِها مصابيحُ الرُّبا |
و مُناسِبٌ حازَ الفضيلة َ أعجَماً | فيناكما حازَ الفضيلَة َ مُعرِبا |
إن شاءَ عُدَّ من الشُّعوبِ أجلَّها | أو شاءَ عَدَّ من القبائلِ تَغلِبا |
يرتاحُ ما غَنَّى الحديدُ إلى الوغَى | فيخوضُ مَوجاً منه أكدرَ مُجلِبا |
و يَكُرُّ مَطرودَ السِّنانِ كأنه | قمرٌ يطارِدُ في العَجاجة ِ كَوكَبا |
أَأَشيمُ بارقة َ الغَمامو قد غدَتْ | يُمنَى أبي الحَسَنِ الغمامَ الصيِّبا |
قاظَ الزَّمانُ فكنتَ ظِلاًّ سَجْسَجاً | و نأى الربيعُ فكنتَ رَوْضاً مُعْشِبا |
تَرَكَ القصائدَ قصَّرَت عن عَدِّ ما | يُسدِيو من يُحصي الحَصَى والأثْلَبا |
و الطالبيّون انْتَحتكَ وفودُهُم | فرأَوا نَداكَ الغَمْرَ قرَّبَ مطلَبا |
لاحظْتَهمو الفكرُ يَصرِفُ عنهم | لحْظَ النَّواظرِ بِغضة ً وتجنُّبا |
فنظمْتَهم جمعاً وقد نَشَرَتْهُمُ | أيدي الزَّمانِ فَفُرِّقُوا أيدي سَبا |
أَحْبَبْتَ ذا القُربىو ليس يُحِبُّه | إلا امْرُؤٌ رفَضَ الغريبَ الأَجنَبا |
أمَّا الصِّيامُ فقد أجبْتَ دُعاءَهُ | و رأيْتَه فِعلاً أغرَّ مُهذَّبا |
شهرٌ وصلْتَ صِيامَه بِقِيامِه | فَنضَوْتَهُ نِضْوَ الجَوانحِ مُتعبَا |
فأجِبْ دُعاءَ الفِطرِ مُصْطَبِحاًفقدْ | ناداك حَيَّ على الصَّباحِ فثوَّبا |
و تَمَلَّها بِكْراًفلستُ مُزوِّجاً | شَرَفَ الشريفِ من المدائحِ ثَيِّبا |
حمْداً أمَرَّ الفِكرُ سِلْكَ نِظامِه | فأصاب دُرّاً من عُلاكَ مثقَّبا |
إن حَلَّ أوطنَ في صُدورِ رُواتِه | أو سارَ شَرَّقَ في البلادِ وغرَّبا |