ليسَ التجلُّدُ شِيمَة َ العُشَّاقِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ليسَ التجلُّدُ شِيمَة َ العُشَّاقِ | إلا إذا شِيبَ الهَوى بنِفاقِ |
عُدْ بالمُدامِ على سَليمِ زَمانِه؛ | إنَّ المُدامَ له من الدِّرياقِ |
بكراً أضافَ إلى مَحاسِنِ خَلقِها | قَرعُ المِزاجِ مَحاسِنَ الأَخلاقِ |
و أعوذُ من شَرْقِ البلادِ بِغَرْبِها | فأؤُوبُ من وَصَبٍ إلى إخفاقِ |
مثلَ الهِلالِ أَغَذَّ شَهْراً كامِلاً | فرَماه آخرُ شَهْرِه بمَحاقِ |
سَفَرٌرَجَوْتُ به النِّهاية َ في الغِنَى | فبلغتُ منه نِهاية َ الإِملاقِ |
و لكَمْ طَلَعْتُ على الشآمِفنفَّسَتْ | شِيَمُ الأميرِ التغلبيِّ خِناقي |
جَدَّدْتَ أخلاقَ المَكارمِ بعدَما | أشفَتْ خَلائِقُها على الإخلاقِ |
و فَعَلْتَ في نُوَبِ الحَوادِثِ مثلَ ما | فَعَلَتْ ظُباكَ بمَعْشَرٍ مُزَّاقِ |
و ملَكْتَ بالمِنَنِ الرِّقابَو إنَّما | مِنَنُ المُلوكِ جَوامِعُ الأَعناقِ |
المجدُما سَلِمَتْ خِلالُكَسالِمٌ | و الجُودُما بَقِيَتْ يَمينُكَبَاقِي |
علَّمْتَني النَّظرَ المديدَ إلى العُلى | من بَعْدِ ما أَلِفَ العِدا إطراقي |
فكأنَّما أسطو لشَزْرِ لواحظي | بِظُباً على كَيْدِ العَدُوِّ رِقاقِ |
فَلأَجلِبَنَّ إليكَ كلَّ غَريبَة ٍ | تُضْحى الكِرامُ لها من العُشَّاقِ |