خُطوبٌ تَجورُو لا تَعدُلُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خُطوبٌ تَجورُو لا تَعدُلُ | و ليسَ لنا دونَها مَوئِلُ |
فَلا نحنُ نَغفُلُ عن ذَمِّها | و لا هيَ عن ضَيمِنا تَغفُلُ |
أبَا الحَسَنِ اختَرَمَتك المنونُ | و كانت بمثلِك لا تَحفِلُ |
و كيفَ تَخَطَّت إليك الورَى | و أنتَ حَضِيضُهمُ الأسفَلُ |
تذكَّرتُ إذ أنتَ سِترٌ لَنا | و إذ نحنُ حِصنُك والمعقَلُ |
و إذ لكَ من قَصَبٍ أسهُمٌ | طِوالٌو من خَشَبٍ مُنصُلُ |
و إذ أنتَ في القُرِّ لا تَصطلي | نَشاطاً وفي الحَرِّ لا تَفشَلُ |
تُباكِرُ مُطَّرَداً مَتنُه | نقيّاً كما اضطربَ الجَدولُ |
و مِن فوقِ رأسِك غِرِّيدة ٌ | صَدُوحٌ كما صَدَحَ البُلبُلُ |
و يُمناك تَبْعَثُ في سُرْعة ٍ | رَسولاً بيُسراك يُستَقبلُ |
و رِجلاك تَصعَدُ إحداهما | فَوَاقاًو إحداهما تَنزِلُ |
كأنَّكَ لم تَطوِ مَنشورة ً | على أرضِ بَيتِك تُستَعملُ |
و لم ترثِ للشَّيخِ لمَّا مضَى | يَراعاً تُناطُ بهِ الأَحبُلُ |
و مرهفة ٍ حدُّها في الوغَى | كَهَامٌو حاملُها أعزَلُ |
تُهانُ إذا صِينَ أَشباهُها | فلَيسَت تُصانُ ولا تُصقَلُ |
فطالَ النَّديمُ ولو يَسيتطِعُ | بكَى الوَردُ والدَّنُّ والمِبذَلُ |
و كُنتَ تُشاهِدُه فاعلاً | غَداة َ الصَّبوحِ كما يَفعَلُ |
أقولُ وَ يَعْشُق فَوقَ الرِّقابِ | بمِثلِك يَحتَفِلُ المَحْفَلُ |
تَمَلَّ الجديدَ الذي شِنتَه | فما زِلتَ في خَلَقٍ تَرفُلُ |
وجادَت ثَراكَعلى بُخلِ من | يَحِلُّ بهديمة ٌ تَهطِلُ |
فإنَّك مِن معشرٍ فضلُهم | قديمٌ وإيمانُهم أوَّلُ |
لَهم بالصناعة ِلا بِالصَّنِي | عِ سِترٌ على غيرهِم مُسْبَلُ |