قسمتَ قلبيَ بينَ الهمِّ والكَمَدِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قسمتَ قلبيَ بينَ الهمِّ والكَمَدِ | و مُقلتي بين فَيْضِ الدَّمعِ والسَّهَدِ |
و رُحْتَ في الحُسْنِ أشكالاً مُقَسَّمة ً | بينَ الهِلالِ وبين الغُصنِ والعُقَدِ |
أرينَني مطَراً يَنهَلُّ ساكبُه | من الجُفونِ وبَرْقاً لاحَ من بَرَدِ |
ووجنة ً لا يُروِّي ماؤها ظمأ | بُخلاً وقد لَذَعَتْ نيرانُها كَبِدي |
فكيفَ أُبْقي على ماءِ الشُّؤونِو ما | أبقَى الغَرامُ على صبري ولا جَلَدي |
جَرى ابنُ فَهْدٍفلم يُدْرَكْ له أَمَدٌ | و كلُّ ذي سُؤدُدٍ يجري إلى أَمَدِ |
و حَنَّ للجُودِ مُهْتَزّاً ومُنتَصِباً | كالرُّمحِ لم يُؤْتَ من مَيلٍ ولا أَوَدِ |
وعلَّمَ الدَّهْرَ من أخلاقِهِ خُلُقاً | أذكى من الوَرْدِ أو أَحْلَى من الشَّهْدِ |
فالمجدُ منه عُلا مقرونة ٌ بعُلًى | و الجُودُ منه يدٌ موصولة ٌ بيدِ |
فَضلانِ ما زالَ مَحسوداً بنَيْلِهما | والبأسُ والجودُ مَقرونانِ بالحَسَدِ |
أغرُّ لا صَلَفٌ يُزري بسُؤدُدِه | بينَ الملوكِو لا كِبْرٌ على أحدِ |
يُريكَ من رِقَّة ِ الألفاظِ مَنطِقُه | دُرَّ العُقودِغدَتْ محلولة َ العُقَدِ |
جعلتُه جُنَّة ً من كلِّ نائبة ٍ | و رُحْتُ من جُودِه في جَنَّة ِ الخُلدِ |
أبا الفوارسِ أحييتَ السَّماحَ لنا | و قُمْتَ فيه قِيامَ الروحِ للجَسَدِ |
ما رُمْتُ إحصاء َما أوليتَ من حَسَنٍ | إلا وزادَ على الإحصاءِ والعَدَدِ |
آثرْتَ في الصَّومِ تَقوى اللّهِ مُجتهداً | على هواكَ وبِعتَ الغَيَّ بالرَّشَدِ |
فاسْعَدْ بِعِيدٍ أعادَ اللَّهوَ في سَعَة ٍ | و اليُمْنَ في دَعَة ٍ والعيشَ في رَغَدِ |
تَقدَّمَتْ مِدْحَة ٌ زَهراءُ مُشرِقَة ٌ | كالرَّوْضِ يَضْحَكُ عن نُوَّارَة ِ الخَضَدِ |
و جاشَ بَحْرِي فلم أقْنَعْ بواحدة ٍ | حتى أتيتُ بها مُشتدَّة َ العَضُدِ |
قِلادَة ٌ جالَ فيها الفِكْرُ فانتظَمَتْ | نظْمَ القلائدِ لم تَنْقُص ولم تَزِدِ |