إلفَ الخَيالِ أراكَ إلفاً شَاسِعا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إلفَ الخَيالِ أراكَ إلفاً شَاسِعا | وَصَلَ الهُجوعَ وزارَ ركباً هاجِعا |
أهلاً بمُبتَسِمٍ تَغَيَّبَ آفلاً | بَدرِ التَّمامِو قد تجلَّى طَالِعا |
لَتَلَذُّ لي بينَ العَقيقِ مَضاجِعي | ما دامَ طَيفُكَ لي يَهُزُّ مَضاجِعا |
أَبَتِ الرَّكائِبُ أن تَعُنَّو قد دَعَتْ | قلباً تأَبَّى ثم أصحَبَ طائِعا |
بأوانسٍ تَدَعُ الدُّموعَ أوانِساً | و رَواتِعٍ تَدَعُ القلوبَ رواتعا |
لم تَنْكَشِفْ عنها البَراقعُ لوعة ً | إلا وأَلبسَها الحياءُ بَراقِعا |
كتَمَتْ سُجوفُ الرَّقْمِ ذائعَ حُسْنِها | و أَعَدْنَ مكتومَ الصَّبابَة ِ ذائِعا |
فسَفَرْنَ عن شِيَمِ الوَدادِ بَواذِلاً | مِنْ وَصْلِنا ما كُنَّ قبلُ مَوانِعا |
لو رُمْنَ تَضييعَ العُهودِ ونقضَها | لَحَفَظْنَ دُرّاً في المحاجرِ ضائِعا |
يغتالُنا البَيْنُ المُفَرِّقُ شملَنا | و تُبيحُنا الأحلامُ شَملاً جامِعا |
خَلَعَ السُّرورُ بِعَرصَتَيْكَ عِذارَه | ما افتادَ فيك جوى الصَّبابة ِ خالِعا |
و سَقَتْ دموعُ الغَيْثِ رَبعَكَ ما سَقَتْ | منَّا لذِكْراكَ الدموعُ مَدامِعا |
غَدَتِ الوفودُ بِنَظْمِ حَمْدٍ شائعٍ | لمّا رَأَتْ كَرَماً وفَضْلاً شائِعا |
و ثَنى الرَّجاءُ إلى ابنِ فَهْدٍ عِطْفَه | فغدا على رَبْعِ المكارمِ رابِعا |
مَلِكٌ يَمُدُّ إلى العُفاة ِ أنامِلاً | كادَتْ تَكونُ من السَّماحِ يَنابِعا |
أوفَى فأشرقَ بينَ نَشْرٍ ساطعٍ | قمرٌ يُعيدُ اللَّيلَ فَجْراً ساطِعا |
متتابعُ المعروفِ يَنبُعُ في النَّدى | و البأسِ أدواءً له وتَبايعا |
فإذا رآكَ البِشْرُ بَرْقاً لامِعاً | منهأراكَ الجُودُ غَيْثاً هَامِعا |
تَنْتابُهُ نُوَبُ الخُطوبِفتَنْثَني | عنهو هل تَثني الخطوبُ مَتالِعا |
حِلْمٌ يرُدُّ البأسَ فيه كأنَّه | غِمْدٌ حَوى عَضبَ المَهَزَّة ِ قَاطِعا |
لمّا استَعَنْتُ على الزَّمانِ بجُودِه | أعطى المُنى قَسْراًو كان مُمانِعا |
كم مَعْرَكٍ عَرَكَ القَنا أبطالُه | فسقاهُمُ في النَّقْعِ سُمّاً ناقِعا |
هَبَّتْ رِياحُكَ في ذُراهُ سَمائِماً | و غَدَتْ سماؤُكَ تَستَهِلُّ فَجائِعا |
فتَرَكْتَ من حَرِّ الحديدِ مَصائِفاً | فيهو من فَيْضِ الدِّماءِ مَراتِعا |
و غَدَوْتَ من حُبِّ الوَقائعِ باسِطاً | يُمناكَ تُوقِعُ في التَّليدِ وَقائِعا |
شغَلَتْكَ عن حُسْنِ السَّماعِ مَدائِحٌ | حَسُنَتْ فما تَنفَكُّ تُطْرِبُ سامِعا |
طلَعَتْ عليكأبا الفوارسِ أنجُمٌ | منهُنَّيُخْجِلْنَ النُّجومَ طَوالِعا |
زُهْرٌإذا صَافَحْنَ سَمْعَ مُعاندٍ | خَفَضَ الكلامَو غَضَّ طَرْفاً خاشِعا |
جَاءَتْكَ مثلَ بدائعِ الوَشْيِ الذي | ما زالَ في صَنعاءَ يُتْعِبُ صَانِعا |
أو كالرَّبيعِ يُريكَ أخضَرَ يانِعاً | و مورِّداً شَرِقاًو أصفرَ فاقِعا |