أكثر من 30 فائدة في العقيدة والمنهج - سلطان بن عبد الله العمري
مدة
قراءة المادة :
13 دقائق
.
1- قال ابن القيم : جواب مالك في الاستواء عام في جميع الصفات.قلت: ورد في الأثر أن رجلاً سأل الإمام مالك عن صفة الاستواء وقال: الرحمن على العرش استوى، كيف استوى؟ فقال مالك: الاستواء معلوم، والكيف مجهول والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
فهذه القاعدة مطردة في جميع صفات الله تعالى، فلو سئلت عن صفة النزول، لكان الجواب: نزول معلوم والإيمان به واجب و....
وهكذا جميع الصفات.
2- قال ابن تيمية : المقدور يكتنفه أمران: التوكل قبله، والرضا بعده، قمن قام بذلك فقد قام بالعبودية.
مدارج (2/128).
قلت: وتوضيح ذلك: أن أي أمر يريد العبد القيام به، فعليه في ذلك العمل أمران :
- التوكل قبله، أي يتوكل على الله عند القيام بذلك العمل، ويعتمد عليه.
- الرضا بعده، أي يرضى بما يكون له بعد قيامه بذلك العمل، فلا يتسخط إذا لم يتم له ما أراده من عمله ذلك، ولا يجزع، بل يرضى بقدرالله عليه، فإذا قام العبد بهذين الأمرين، فقد قام بحقيقة العبودية التي يحبها الله تعالى.
3- قال ابن القيم: فهما توحيدان لا نجاة للعبد إلا بهما:
- توحيد المُرسِل بالعبادة وهو الله تعالى.
- توحيد المُرسَل بالاتباع، وهو الرسول عليه السلام.
مدارج (2/403).
قلت: فكما يجب على العبد أن لا يصرف العبادة لغير الله تعالى، فكذلك لا يتبع أحد ويطيعه في كل أمر إلا الرسول عليه السلام، أما غير الرسول من البشر مهما كانت منزلتهم فطاعتهم تكون بعد طاعة الرسول، وأعمالهم وأوامرهم ونواهيهم تعرض على ما جاء به الرسول فإن وافقت الشرع وإلا ردت، وكما قال الأول:
والشرع ميزان الأمور كلها *** وشاهد لفرعها وأصلها
4- قال ابن القيم: الكهان يكثرون في الأزمنة والأمكنة التي يخفى فيها نور النبوة.
مدارج (2/514).
قلت: صدق والله، ويقصد بنور النبوة ( العلم ) والعلماء العاملين الداعين بصدق، ولو ذهبت تنظر إلى البلاد التي قل فيها العلماء الربانيين لرأيت فيها من المصائب ما يجعل الحليم حيراناً، ولك أن تتصفح في كتب التاريخ والأمم السابقة لترى ماذا أصاب الأمة عند غياب من يقوم بالدين ويعلمه للناس، فليس هناك بعد توفيق الله إلا العلماء الصادقين فهم صمام أمان لأمة الإسلام من كل شر وبلاء.
5- سئل بعض الأئمة عن السنة ؟ فقال: ما لا اسم له سوى السنة.
قال ابن القيم معلقاً على هذا: يعني أن أهل السنة ليس لهم اسم ينسبون إليه سواها.
مدارج (3/184).
6- قال ابن القيم: قول السلف (بلا كيف) في الصفات، يعني: لا بكيف يعقله البشر.
مدارج (3/376).
7- قال بعض السلف: أكثر الناس شكاً عند الموت أرباب الكلام.
مدارج (3/456).
قلت: لأن قلوبهم لم تستنر بنور الوحي، بل فيها من ظلمات تقديس العقل واتباع الهوى ما جعلها بلا عقيدة يقينية، فلما أعرضوا عن مصدر اليقين وهو الوحي، ابتلوا بضد ذلك وهو الشك والحيرة وخاصة عند الموت، وهذا قائلهم يقول عند الموت: أنا أموت على دين عجائز نيسابور.
8- قال ابن تيمية: وقد ذكر الله طاعة الرسول واتباعه في نحو من أربعين موضعاً من القرآن، كقوله: ((من يطع الرسول فقد أطاع الله)).
(مجموع الفتاوى (1/4، 67)
9- وقال : ما ليس بدليل لا يصير دليلاً بدعوى المستدل أنه دليل.
(النبوات (ص66).
10- وقال: فكل من اتبع الرسول فالله كافيه وهاديه وناصره ورازقه.
(القاعدة الجليلة (ص221).
11- قال ابن طولوبغا: وليس لأحد أن يضع عقيدة من عند نفسه، بل عليه أن يتبع ولا يبتدع، ويقتدي ولا يبتدي.
(الرد الوافر (ص93).
12- قال أحد العلماء: قد تترك السنة لعوارض قوية.
(إصلاح المساجد (ص118).
قلت : وهذا يدخل تحت قاعدة المصالح والمفاسد ، والحكيم يوازن بين الأولويات.
13- قال ابن أبي العز: والعبادات مبناها على السنة والاتباع لا على الهوى والابتداع.
شرح الطحاوية (ص237) مجموع الفتاوى (4/170).
14- وقال: وكل من عدل عن اتباع السنة إن كان عالماً بها فهو مغضوب عليه، وإلا فهو ضال.
السابق (ص511).
15- قال بكر أبو زيد: أقوال العلماء يحتج لها بالدليل لا يحتج بها على الدليل.
الردود (ص360).
16- قال أبو حفص النيسابوري: من لم يزن أفعاله وأقواله كل وقت بالكتاب والسنة، ولم يتهم خواطره، فلا يعد في ديوان الرجال.
الكلام على السماع لابن القيم (ص227)، والسير (12/512).
17- قال الذهبي: فلا خير إلا في الاتباع، ولا يمكن الاتباع إل بمعرفة السنن.
السير (9/409).
18- قال أبو سليمان الداراني: ليس لمن ألهم الخيرات أن يعمل به حتى يسمعه من الأثر.
السير (10/183).
قلت: ومعنى ذلك: أنه لا يجوز لمن أحب الخير والطاعة أن يعمل بها إلا بعد أن تكون مشروعة وقد وردت في النصوص، فحب الشيء والميل له، لا يكفي في صحة العمل، بل لابد من شرعيته.
19- قال ابن معين: الذب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله، فقيل له: الرجل ينفق ماله، ويتعب نفسه ويجاهد فهذا أفضل منه، قال: نعم، بكثير.
السير (10/518).
قلت: هذا رأي ابن معين، وقد يقال: إن المجاهد الشجاع العالم بفنون الحرب الصادق له فضل في موقعه ودفاعه عن أهل الإسلام، والعالم البارع بفنون العلم له فضل بنشره للعلم ودفاعه عن السنن، وكل على خير، وكل يحتاجه الإسلام، فهذا مجاهد، وهذا عالم، وذاك مربي، وآخر مدرس، وذاك طبيب، وكلهم في خدمة دينهم يعملون، وللأجر يطلبون، فلنحفظ كل قدره وعمله، ولا ينبغي أن نحتقر جهود الآخري، والله أعلم.
20- قال الإمام أحمد: من رد حديث رسول الله فهو على شفا هلكة.
السير (11/298).
21- وقال: إني لأرى الرجل يحي شيئاً من السنة فأفرح به.
السير (11/335).
قلت: وهكذا ينبغي لنا أن نفرح عندما نرى السنة تطبق، وهذا من دليل حب السنة.
22- قال أبو يزيد البسطامي: لو نظرتم إلى من أعطي الكرامات حتى يطير، فلا تغتروا به حتى تروا كيف هو عند الأمر والنهي وحفظ الحدود.
(السير (13/88).
قلت: لأن منهم من تخدمه الجن والشياطين فتطير به، فهل يكون بذلك ولياً، لا، ولكن الميزان التزام الشرع لا كونه يطير.
23- قال الذهبي: الخير كل الخير في متابعة السنة والتمسك بهدي الصحابة والتابعين رضي الله تعالى عنهم.
السير (17/252).
24- روى الذهبي بسنده عن الزهري قال: بلغنا عن رجال من أهل العلم أهم كانوا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة.
السير (18/343).
قلت: صدقوا: نجاة في الدنيا من الأهواء والافتراق وفي الآخرة من النار .
25- قال ابن القيم: المعاد معلوم بالعقل، وإنما هدي إلى تفاصيله بالوحي.
(مدارج (1/141).
قلت: ومعنى ذلك: أن العاقل الذي صح عقله ولم تتخبطه أوهام البدع والخواطر الكلامية يعلم أن هذه الحياة لا تتوقف على مجرد الموت، بل لابد من موعد آخر يأخذ المظلوم حقه من الظالم ويرد الحقوق لأهلها، ويجازى المحسن على إحسانه، والمسيء يأخذ جزاءه، فهذا كله يعلم بالعقل حتى لو لم يأت الشرع بذلك، فكيف والقرآن مليء بالنصوص المخبرة بالآخرة والتقاء الخلائق، وإذا قلنا إن تفاصيل المعاد معلومة بالوحي، أي أن أمور الآخرة التفصيلية من بعث وحشر وميزان وصراط وغير ذلك فإنها معلوم بالدليل الصحيح، لا بالعقل لأن هذه الأمور غيبية ولا تدرك بالعقل، بخلاف أصل المعاد فهو معلوم بالعقل، فافهم ذلك.
26- وقال: أصل الشرك والكفر: القول على الله بغير عليم.
(مدارج (1/404).
27- وقال: أساس الشرك وقاعدته التي بني عليها، التعلق بغير الله تعالى.
(مدارج (1/492).
قلت: ومعنى ذلك أن من أكبر الأسباب التي أوقعت كثير من الناس في الشرك بالله، تعلقهم بغير الله، كأصحاب القبور الذين تعلقوا بالأنبياء والأولياء، فأصبحوا يدعونهم من دون الله ويستغيثون بهم، وذلك لما تعلقت قلوبهم بهم، وغلوا في تعظيمهم، والواجب أن يكون الله وحده هو الملجأ لنا في أمورنا، وأن لا نعلق قلوبنا بأحد سواه، لأنه لا يملك النفع والضر غير الله.
28- قال الذهبي: فتمسك بالسنة، والزم الصمت، ولا تخض فيما لا يعنيك، وما أشكل عليك، فرده إلى الله ورسوله، وقف، وقل: الله ورسوله أعلم.
السير (20/142).
29- قال ابن عيينة: إن رسول الله هو الميزان الأكبر فعليه تعرض الأشياء على خلقه، وسيرته، وهديه، فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل.
الجامع لأخلاق الراوي (1/120) وانظر: المدارج (1/177، 179) (2/489).
قلت: والله لو عملنا بهذه القاعدة لما وقعنا في خطأ وبدعة، ولكن كلما وقع التقصير في الاتباع حدث الابتداع.
30- قال سفيان الثوري: إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل.
الجامع لأخلاق الراوي .
قلت: وهكذا ينبغي لطالب العلم، أن يتقيد بالمأثور، ويدور مع السنة حيث دارت، فالنص قبل العمل، وما أجمل طالب العلم إذا رُؤي كانت ملازمة السنة ظاهرة على ثوبه ولبسه ومشيه وجميع هديه، والموفق الله.
31- قال ابن القيم: من خرج عن الدليل ضل سواء السبيل.
الجامع لأخلاق الراوي (2/361، 488).
قلت: فالدليل قائد لك، وهو سبب نجاتك، ومتى خالفت الدليل ضللت، فانظر للمبتدع كيف ضل وتاه، ووقع في مصائب لما أعرض عن الوحيين، وتلقى عن عقله الناقص، وانظر للعابد الجاهل كيف يتعب نفسه في أعمال يظن أنها تقربه إلى ربه، وما دري أنها تبعده، فالدليل نور على الدرب ، من عمل به سعد في الدنيا والآخرة، فتمسك به: [ فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ].
ومفهوم المخالفة إن لم تستمسك به فلست على الصراط المستقيم.