أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : متى تكون البنت صالحة للزواج؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم،،

أقوم بإعداد رد لشبهة يثيرها البعض لتنفير الناس من الإسلام وهي شبهة زواج الأطفال، الإسلام يسمح بزواج غير البالغات بشرط عدم وجود ضرر عليهن.

وقد بحثت كثيراً، ووجدت أن مرحلة البلوغ تقسم إلى خمس مراحل، وأنه يجب أن يتوفر شرطان لدى البنت لتكون قادرة على تحمل المعاشرة، وهما وجود الإفرازات المهبلية، ونمو الأعضاء التناسلية الخارجية بشكل كاف لتحمل المعاشرة.

وهذان الشرطان لا يحدثان إلا في المرحلة الثالثة من مراحل البلوغ، لذلك يمكن لمن هن دون سن الحيض ببضعة أشهر الزواج دون ضرر.

فهل معلوماتي بخصوص الشرطين صحيحة؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حتى يمكن القول بأن الإنسان قادر، أو صالح للزواج سواء كان ذكرا أو أنثى، فيجب أن يكون صالحا من الناحية الجسمية الفيزيولوجية, وأيضا من الناحية النفسية والعقلية.

فهنالك النضج الجسدي, وهو يعني قدرة الأعضاء على القيام بوظائفها الفيزيولوجية بشكل طبيعي, وهنالك النضج العقلي والنفسي، وهو ما يعني القدرة على التعامل مع المسؤوليات واتخاذ القرارات, وهو لا يقل أهمية.

إن مراحل البلوغ تقسم إلى خمس مراحل, ولكن هذا التقسيم يستعمل لدواعي طبية, وأما من ناحية عملية فإن هذه المراحل متداخلة بعض الشيء، ولا يمكن الفصل بينها, ولا تسير دوما بنفس الترتيب والدقة.

وسأتكلم بشكل عام، ومستندة إلى أحدث المعلومات الطبية, أما الناحية الشرعية فإني أتركها لأهلها وهم شيوخنا الأفاضل أهل العلم فيها, أدامهم الله.

يكتمل نمو الجهاز التناسلي عند الأنثى عند انتهاء مراحل البلوغ, والبلوغ يكتمل بعد نزول الدورة الشهرية, وهو ما يحدث بشكل وسطي بين عمر 12 إلى 13 سنة، وهذا يتبع عوامل وراثية ومناخية وصحية.

ونزول الدورة الشهرية يعني اكتمال نمو الجهاز التناسلي تشريحيا, وعندها يكون جسم الفتاة قادرا على تحمل العملية الجنسية, بدون أن يتعرض للضرر إن شاء الله.

أما قبل نزول الدورة الشهرية، فإن الجهاز التناسلي عند الأنثى لا يكون مكتملا, ولا يعد مؤهلا لممارسة العملية الجنسية, وقد تحدث أضرار على صحة الفتاة من جراء ذلك.

وسأذكر في نقاط سريعة ومختصرة أهم الاختلافات الموجودة في الجهاز التناسلي عند الفتاة قبل سن البلوغ, والفتاة بعد سن البلوغ:

- في الفتاة وقبل البلوغ تكون فتحة الفرج متجهة إلى الأمام أكثر, مع كبر وبروز البظر للخارج بشكل أكثر من الفتاة البالغة.

- تكون حواف غشاء البكارة متدلية للأسفل قليلا، وظاهرة بشكل أوضح أكثر خاصة في وضعية الجلوس.

- تكون البشرة الأبتليالية المبطنة لجوف المهبل رقيقة جدا، ولا تحوي على ما يكفي من الثنيات، وتميل للاحمرار, وتكون بيئة المهبل قلوية وليست حامضية (أي عكس البيئة بعد البلوغ)، مما يسهل كثيرا حدوث النزف والالتهابات في الفتاة قبل البلوغ.

- تكون البشرة المبطنة للإحليل رقيقة أيضا, فتتعرض بسهولة للرض وللالتهاب الذي يمكن أن يصعد بسرعة للأعلى, وكذلك تكون عرضة للنزف في هذا السن.

- يكون حجم المهبل بالطول وبالعرض صغير، ولا يحوي تعرجات كافية, ولا يحوي على إفرازات رطبة بكمية كافية.

- يكون حجم الرحم صغير جدا، ولا يتجاوز 2,5الى 3 سم فقط, بينما حجم عنق الرحم يكون كبيرا, وتكون نسبة الحجم بينهما عكس المرأة البالغة وهي تقريبا 2/3.

- يكون عنق الرحم مغطى ببشرة مكونة من خلايا غدية، وبلون أحمر يشبه منظر القرحة, فيسهل حدوث الالتهاب فيه وتطور السرطان في خلاياه مستقبلا عند تعرضها للرض.

كل ما سبق يجعل الجهاز التناسلي للأنثى قبل سن البلوغ غير مؤهل للعلاقة الجنسية.

وفي السنتين إلى ثلاث سنوات الأولى بعد البلوغ قد لا يكون المبيض ناضجا فيزيولوجيا (وليس شكليا) بما يكفي, لذلك قد تبقى الدورة غير منتظمة في هذه الفترة, ولا يحدث فيها تبويض, وهذا ليس عند كل الفتيات, فبعضهن تنتظم الدورة عندهن بعد البلوغ مباشرة.

أما الثدي فلا يكتمل نموه ليصبح كثدي المرأة إلا في عمر الخامسة عشر, وهذا بشكل وسطي.

وتوزع الشعر على العانة كذلك لا يأخذ المنظر الكامل والطبيعي للأنثى إلا في حدود عمر الرابعة عشر بشكل وسطي أيضا.

أما بالنسبة للطول فإنه يكتمل عند عمر الثامنة عشر في الأنثى, بما في ذلك الحوض العظمي, ولذلك تكثر نسبة الولادة عن طريق العملية القيصرية عند الحمل قبل هذا العمر.

هذا بالنسبة للنضج الجسدي, أما النضج العقلي أو اكتمال نمو خلايا الدماغ, فالدراسات الحديثة تقول: بأن هذا لا يتم قبل سن الثامنة عشر، وخاصة بالنسبة للمراكز المسئولة عن المحاكمة العقلية واتخاذ القرارات, لذلك فإنه يعتبر السن القانوني في معظم أنحاء العالم.

نسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...