عنوان الفتوى : حكم التبرع بالبويضات
قالت الدكتورة لزوجتي: أنتِ لن تنجبي أبدا، إلا إذا تبرع غيرك لك بالبويضات. فهل التبرع بالبويضات حلال أو حرام؟
ومن ذلك الوقت، وهي لا تقبل الجماع. فكنت أذكرها بالله، وأنه على كل شيء قدير، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء -سبحانه وتعالى-.
وحتى إن جامعتها، وبدأت معها بالمداعبة، واللمس، والغزل فإذا بها كالحجر، لا تتأثر. ماذا أفعل؟
جزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالتبرع بالبويضات من امرأة لامرأة أخرى لا يجوز، وفق ما قرره مجمع الفقه الإسلامي في دورته الثالثة، وقد ذكرنا القرار بكامله في الفتوى رقم: 36557، فراجعه وأطلع زوجتك عليه.
وكما ذكرت، فإن الله على كل شيء قدير، وكل شيء عليه يسير، فنوصيكما بأن تكثرا من الدعاء، فإنه -عز وجل- سميع مجيب. قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
وعليكما بالاستغفار، قال سبحانه حكاية عن نبيه نوح -عليه السلام-: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا {نوح 10- 12}.
وابذلا ما أمكن من الأسباب المشروعة. نسأل المولى القدير أن يرزقكما ذرية طيبة تقر بها أعينكما.
وإن كانت زوجتك لا تجيبك إن دعوتها للفراش للسبب المذكور، فليس هذا سببا يسوغ لها ذلك، وهي بذلك ناشز، وقد جاء الشرع بكيفية علاج النشوز، كما هو مبين في الفتوى: 1103.
وأما ما ذكرته من إظهارها عدم التأثر أثناء الجماع، فقد يكون من أمارات النشوز، وعندها يكون الوعظ، والنصح، والتخويف بالله، كما ذكر الفقهاء.
قال النووي في روضة الطالبين: فَلِتَعَدِّي الْمَرْأَةِ ثَلَاثُ مَرَاتِبَ. إِحْدَاهَا: أَنْ يُوجَدَ مِنْهَا أَمَارَاتُ النُّشُوزِ قَوْلًا أَوْ فِعْلًا، بِأَنْ تُجِيبَهُ بِكَلَامٍ خَشِنٍ بَعْدَ أَنْ كَانَ لَيِّنًا، أَوْ يَجِدَ مِنْهَا إِعْرَاضًا وَعُبُوسًا بَعْدَ طَلَاقَةٍ وَلُطْفٍ، فَفِي هَذِهِ الْمَرْتَبَةِ، يَعِظُهَا وَلَا يَضْرِبُهَا وَلَا يَهْجُرُهَا. اهـ.
ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بالموقع، فربما تجد لديهم ما تعالج به مشكلة إعراضها، ونفورها من الفراش.
والله أعلم.