زراعة الحب
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
زراعة الحبالحب صفة اتصف بها الله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين، ويحب التوابين والمتطهرين، ويحب الصابرين والمتوكلين، ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفًّا كأنهم بنيان مرصوص، وهو سبحانه يحب الأخفياء الأتقياء، ويحب النظافة والجمال، ويحب الملحين في الدعاء، ويحب أن يرى آثار نعمته على عباده، ويحب الرفق في الأمر كله.
فالحب صفة ظاهرة في الله تعالى كما دلت على ذلك الآيات الكريمات، والآثار المرويات.
وقد أعلمنا الله سبحانه وتعالى بصفته تلك؛ كي نتصف بها نحن، ليس من قبيل الاستحباب، بل من قبيل الوجوب.
فحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وحب المؤمنين قد اعتبره الله تعالى شرطًا للإيمان، كما جعل العلاقة بين الأزواج وزوجاتهم، والآباء وأولادهم، علاقة أساسها الحب والمودة، ودون هذه العلاقة لا يمكن للحياة أن تستمر على النحو المطلوب، بل ستكون أشبه بحياة الغاب، يأكل القوي فيها الضعيف.
ومن هنا جاءت فكرة زراعة الحب، فالحب بذرة صالحة يجب علينا أن نزرعها في قلوب الآخرين، وبالأخص في قلوب أولادنا وتلاميذنا، فقلوبهم أرض خصبة، والمرحلة العمرية التي يعيشونها ربيع.
ونحن الذين سنزرع في قلوبهم بذور الحب بالقُبلة الحانية، والاحتضان الدافئ، والنظرة المعبرة، واللمسة الحنونة، والهمسة الصادقة، فإذا زرعنا تلك البذور، فسرعان ما ستنمو وتتكاثر حتى يمتلئ القلب بالحب، فيحب الأولاد آباءهم، ويحب التلاميذ معلميهم، وسيعيشون هذا الجو المفعم بالحب والمودة، ومن ثَمَّ يتحقق الهدف من التربية.
فينشأ جيل محبٌّ لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، يمتثل أوامرهما، ويجتنب نواهيهما، وينشأ جيل محب لدينه، يدعو إليه، ويدافع عنه، وينشأ جيل محب لوطنه، يغرس فيه القيم، ويسعى لارتقائه إلى القمم.
وختامًا أقول:
أخي المربي، أختي المربية، الحب صفة رب العالمين، وغاية العابدين، وبوابة التائبين، وحياة المتربين، فلا تحرم أولادك وطلابك من أن يعيشوا حياته، ويتفيؤوا ظلاله، ويستنشقوا نسماته، ويمرحوا في جناته.