إذا المَجَرَّة ُ مالَتبعدَ تعديلِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا المَجَرَّة ُ مالَتبعدَ تعديلِ | و جاذَبَ الليلُ حبلاً غيرَ موَصولِ |
و هبَّ ذُو الرَّعَثَاتِ الحُمر مُنتشياً | فارتاعَ من صَارمٍ للصُّبحِ مَسلولِ |
لمَّا رآه يَضُمُّ الليلَ أَكبَرُهُ | فعادَ منه بتكبيرِ وتهليلِ |
فقامَ من رَهطِهِ الأشرافِ ذولُمَّة ٍ | كأَنَّها رَهطُ عَمروٍأو شَراحيلِ |
أَرْبَتْ على الفُرس في التيجانِ وانتَسَبت | للهِندِ أكرِمْ بذاك الجيلِ من جِيلِ |
مُشَمِّراتٍ فُضولَ الوَشْيِ مُرخِيَة ٍ | فَضْلَ الشُّنوفِ عليها والأكاليلِ |
تَخطُو على قُضُبِ العِقيانِ مُدمَجة ً | لم تَدْنَ من قِصَرِ مُزرٍ ولا طُولِ |
إذا النَّدَى بلَّ من ديباجِها سَحَراً | مشَينَ في زَهَرٍ ريَّانَ مَطْلُولِ |
بيتٌ تَرى الحُسنَ مبذولاً بهفإذا | عدَاه كان مَصُوباً غيرَ مبذولِ |
فمشِّ طرفَك فيما شئتَ من كفلٍ | رابٍو خَصرٍ كخُوطِ البانِ مَجدولِ |
و في جُسومٍ كخَيطِ العاج ماثلة ٍ | تُغْني النواظرَ عن حُسنِ التَّماثيلِ |
و في الخُدودِ التي جاءَت مُذَهَّبَة ً | فعُدن في أُرجُوانٍ منه مَصقولِ |
و رُبَّما عايَنتْ عيناك فيه فَتَى | وَرْدَ الغِلالة مُخْضَرَّ السَّراويلِ |
مُكَلَّلاتٌ أعالي جُدرهِ بدُمًى | فإن خَلافهو منها جِدُّ مأهولِ |
إذا دخلناه زِدنا من محاسِنه | و طيبِه في نعيمٍ غيرِ مملولِ |
و إن خرَجنا خلَعنا فَضلَ نِعمتِه | على المَناشفِ منا والمناديلِ |
حتى إذا أُنعِمَت أجسامُناو غَدَت | تُثني عليه بفَضلٍ غيرِ مَجهولِ |
مِلنا إلى غُرفة ِ المِلْحِيِّ إنَّ بها | ظبياً من الأُنسِ مبذولَ الخَلاخيلِ |
نزورُه وبقايا الليلِ تَستُرُنا | فنَهتدي بخليعٍ فيه ضِلِّيلِ |
يُرضي النديمَو يُرضَى عن مُرُوءتِه | إذا أتاه بمشروبٍ ومأكولِ |
و إن رآه رقيقُ الوجهِ قالأَرِقْ | كأسَ الحياءِ بضَمٍّ أو بِتَقْبِيلِ |
فزرتُإذ زرتُه قِنديلَ بِيعتِه | فالزيتُ ينشُرُ أضواءَ القَناديلِ |
و ابسُط يمينَك في تَخمِيشِ كِدَّتِه | و في قَفاهفما سمحٌ بمغلولِ |
و إن تَنفَّسفاحذَرْ منه صاعقة ً | تُردي الجليسَو كُنْ منه على ميلِ |