للخالديَّينِ جَمالُ مَنْظَرِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
للخالديَّينِ جَمالُ مَنْظَرِ | و بِزَّة ٌ تَملأُ عينَ المُبصِرِ |
و العارُ في فِعلِهما المُشهَّرِ | تَشابَها في مَنْظَرٍ ومَخبَرِ |
و اشترَكا إلى المماتِ في حَرِ | يَحرُثُهُ جَدُّ فَدانِ الأصغَرِ |
و الزَّرْعُ إن تَمَّ بهللأكبَرِ | أقولإذْ هَمّا بأمرٍ مُنكَرِ |
وراءَ سِترٍ لهما لم يَستُرِ | و اعتفَرَا ظَبْيَ الصَّريمِ الأعفَرِ |
و اقتَسَما باللَّحظِ في المُعَجَّرِ | و جَمَّشا الوَردَ بِوَرْدٍ أحمَرِ |
و لَعِبَتْ أَيديهما في القَرقَرِ | أيُّهما بَعْلُ الغَزالِ الأَحوَرِ |
أَصَاحِبُ الشَّيْبَة ِ لم يُغَيِّرِ | أَم الخَضيبُذي الصِّبا المُزَوَّرِ |
و كم قبيحٍ لَهُما مُسَتَّرِ | في كلِّ مَبْدى نازحٍو محضَرِ |
يُسفِرُ عن ضِدِّ الصَّباحِ المُسْفِرِ | و ذاتِ وَجْهٍ كَصَفا المُشقَّرِ |
لو رَضَّهُ الحافِرُ لم يُؤَثِّرِ | خُلَّة ُ بَعلَينِ وخُلٍّ مُضْمَرِ |
يُعجِبُها وَقْعُ خَرابِ البَرْبَرِ | و هْيَ مُعَنَّاة ٌ بكلِّ أسمَرِ |
أَحِينَ أَضحى شَيْبُها كالمِغْفَرِ | و جاوَزْتَ عَصْرَ الفتاة ِ المُعْصِرِ |
حَنَّتْ إلى كُلِّ قُمُدٍّ أعْجَرِ | فعَنبَرَتْ شَيئاً كَلَوْنِ العَنْبَرِ |
و لَبَّة ً في لَبَبٍ منْ جَوْهَرِ | و جَلَسَتْ بينَ غُثاًو أغثَرِ |
فشَرِبامن ثَغرِها المُؤَشَّرِ | ريقاً كريقِ النَّحْلَة ِ المُزَعْفَرِ |
و جاذبَا مِئزَرَ بَسْلِ المِئزَرِ | فَلَقِيا شِنِّيرَها بِقَنْبَرِ |
طِعانُ يومٍ ضاحكٍ مُستَبشِرِ | لم تَعثُرِ الخيلُ بهِ في عِثْيَرِ |
يَنسى به المطعونُ فَرْطَ المُنكَرِ | و لو حَكَت عِرْسَ الضَّريرِ الأبخَرِ |
و زوجَة ُ ابنِ العَصبِ المخكَّرِ | و هي وَقٌودُ النَّارِ يومَ المَحشَرِ |
و كيفَ للأعمى بحَظِّ الأعوَرِ | مَعَرَّة ٌ لو فاضَ ماءُ الكَوْثَرِ |
و انهلَّ حنَّانُ الغَمامِ المُمْطِرِ | و بَرَقَتْ لُجَّة ُ بَحرٍ أخضَرِ |
حتى ترى ساحة َ بَرٍّ أقفَرِ | على الذي هُما به لم يَظْهَرِ |
إنّي على سَلْبِكُما لَمُجتَري | و في الذي أَطلقْتُ غيرُ مُقتِرِ |
فاستمعا حَسناءَ لو لم تُهْجَرِ | حَلَّى بها الخَاطبُ جِيدَ المِنبَرِ |