يجعل كلامنا خفيف عليهم - محمد علي يوسف
مدة
قراءة المادة :
دقيقة واحدة
.
ولأنك لا تفضل أن ترطن رطانته، ولا تهوى أن تدس بين كل جملة وأختها تلك المصطلحات المعقدة، والألفاظ الغربية المُعَرَّبة، والتراكيب اللفظية العسيرة، التي تشبه تلك الترجمات التي تحلو له محاكاتها..تجده يرمقك بنظراته من علٍ، وربما شاب تلك النظرات ازدراء قد يصل أحيانًا إلى احتقار منهمر من حركاته وسكناته، ولفتاته وإيماءاته في رسالة ضمنية مفادها: "من أنت يا هذا لتجرؤ على مخاطبتي وتسمح لنفسك بمعاملتي، وترتقي مرتقى مناقشتي؟! يا لك من متطاول لا يعرف أقدار الرجال، ولا يدري منازل المثقفين الأفذاذ من أمثالي، ولا يقرُّ بمسكنته وفقره..".
هكذا يرسل صاحبنا المثقف الفذ رسالته الضمنية، ويرفع الأسوار حول شخصيته الأسطورية، ويضع الحواجز بيننا وبين حضرته المخملية..
فما نحن في جنابه إلا مساكين نرنوا إلى طلعته البهية، ونتطاول على صرح ثقافته العالمية، ونجترىء على عقليته اللوذعية ومواهبه الواضحة الجلية!